سياسيةكرونيك

بالهاشتاغية الفصحى، ما يهم هو القضية وليس الهاشتاغ…!

تشابه الهاشتاغ على فلان فظن أن الأمر يتعلق بشخص حي، لحما وشحما وعظما، يمشي بين الناس في الأسواق ويأكل ويشرب.

حصل أيضا أن حذرنا فلان من هذا الشخص المسمى هاشتاغ، وردد على مسامعنا في تصريح مصور، وهو واثق من نفسه، أن على كل واحد منا أن يتريث قبل أن ينشر ما جاء به هاشتاغ هذا.

النصيحة غالية والناصح أغلى، لا محالة.

الناصح الجاهل يكلف دافعي الضرائب، راتبا شهريا جد محترم يفوق مرات الحد الأدنى للأجور بالبلد.

هو نائب من نواب الأمة، يجلس فوق كراسي البرلمان الوثيرة ويصفق كلما سمع رئيسه، ورئيس الحكومة بنفس المناسبة، يرطن إنشاء جديدا.

لا أعرف إن كانت هذه مهزلة أو مأساة.

بينما المواطن يتساقط جلده فوق شواية الغلاء التي أججت نارها أثمنة المحروقات وامتدت لكل شيء آخر، طعاما وملبسا ومسكنا حتى صار حلم المسكين أن ينال فقط الماء والخبز الحافي، رغم أن الماء هو الآخر نادر وأن الخبز قد ينقطع قمحه بسبب روسيا وجارتها أوكرانيا، لم يجد ممثل الشعب هذا وقتا انسب ليفصح عن أميته المضحكة.

لا يا سيدي المحترم، الهاشتاغ ليس شخصا، ولم يكن من صنع بنكيران الذي كان حزب الأحرار ضمن اغلبيته الأولى حين سلم جيوبنا لشركات المحروقات.

نشاط الهاشتاغ هو مصطلح صاغته وسائل الإعلام.

هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى أفعال إظهار الدعم لقضية ما من خلال مشاركة أو نشر على أي منصة إعلامية اجتماعية، مثل فيس بوك أو غيره. هدف النشاط هو مشاركة قضايا معينة مع جمهور الناس بقصد تبادل المعلومات وزيادة الدعم.

بالهاشتاغية الفصحى، ما يهم هو القضية وليس الهاشتاغ.

يقال أن الجاهل ومن معه، حين يشير لهم الناس نحو الهاشتاغ وغلاء الأسعار وتدني مستوى المعيشة، يرون فقط ألاعيب الحليف القديم، صاحب السبع السمان.

في كل الأحوال، هم أحرار.

في حديث آخر، اعجبتني قصة الرجل الذي اشترى حمارا واصعده سطح بيته، دون أن يفكر في خطورة فعله المتهور.

لم يتوقف الحمار عن القفز والركل ودك سطح البيت المتهالك أصلا.

طبعا حاول الرجل بمعية من معه إنزال الحمار حتى لا يخرب كل شيء.

رفض الحمار لأنه حمار ولأنه لم يفهم أصلا ما كان يجري ويدور.

كان على الرجل ألا يضع حمارا في غير مكانه، منذ البداية.

هاشتاغ:

#انزولو الحمار

في انتظار أن ينزل ثمن المحروقات وثمن الهندية ودرجات الحرارة، وثمن علف الحمير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock