بالمناسبة، متى يقفلون الشوارع؟
فكرت أن أعود لكتابات قديمة حول كورونا، انسخ كورونا بجدري القردة وأعيد النشر.
القصة هي القصة، ولا حاجه للغط جديد.
أشفق حقا من حال أمراض كثيرة، وربما خطيرة، لم تنل حظها من الشهرة، كما أنفلونزا الطيور، والخنازير، وكورونا.
قرات مؤخراً فيما يقرأ المتصفح الشارد، أقوال ممثل مغربي يشتكي تجاهل الناس، والوزارة والعالم لمساره الفني، وقيمته في سوق الإبداع.
الأمر إذن سيان، تفتك أمراض عدة بالأجساد والأرواح دون أن تحظى ولو بنصف تصريح من “الناطق الرسمي “لوزارة الصحة، وها هو الفيروس المحظوظ ابن القرد يبدأ مسيرة كبار الجائحات لمجرد اشتباه لم يثبت بعد.
يفني ممثل مغمور زهرة شبابه، كما تقول العبارة، بين المسرحيات، ومداولة ومسلسلات ربعة من ربعين وستة من سبعين وما إلى ذلك من أعمال، دون فائدة.
بينما تكفي خمس دقائق لعامل بسيط كي يتوج نجما كونيا على تيك توك.
الدنيا حظوظ.
هذا المغربي الذي اختار التقليد والقفز أمام كاميرا هاتفه، سيتفق معي حتما. فقد قرن صورته وهو بلباس العمل وبلحية غير مشذبة تماما، بلحن غربي مشهور على موقع تيك توك.
على الفور، نال إعجابا تجاوز تطوان، وبني ملال ومدريد وحتى بكين.
لم يجلس لساعات ليتدرب على الغناء، ولا اتصل بملحن أو عازف كمان أو حتى ضارب طبل.
صار مشهورا.
أصبح مشهورا.
أضحى مشهورا.
أخوات كان أيضا حظوظ.
الممثل المغربي الشاكي الباكي بعد رحيل العمر،ليس مشهورا.
مازال الممثل المغربي الرائد وغيره من الرواد، غير مشهورين.
ما العمل؟
حتى كارل ماركس لا يملك الجواب.
جاءت كورونا المرعبة والغامضة فسجلت مليون إصابة ونيف.
جاء حافر الآبار المبتسم الأشعث، فحصد مليون مشاهدة ونيف.
تيك توك يمنح الشهرة للفقراء ومنظمة الصحة تمنح القردة وأمراض القردة طريقا سالكا نحونا وبسرعة.
حتما هناك حقنة أولى وثانية وربما سابعة أو ثامنة ضد كورونا والجدري والملاريا والطاعون، بالمقابل ليس هناك بعد حقنة ضد سوء الحظ ولا ضد الغباء وسوء الطالع.
هي قصة واحدة تتكرر.
بالمناسبة، متى يقفلون الشوارع؟