كرونيك

باكالورياتيس…!

ولد نابليون بونابرت في جزيرة كورسيكا لأبوين ينتميان لطبقة أرستقراطية تعود بجذورها إلى إحدى عائلات إيطاليا القديمة النبيلة. رغم أصوله، عندما قرر نابليون بونابرت إقرار نظام امتحان جديد سنة 1808، لا بد أنه استحضر آلاف البسطاء ممن كتب عليهم أن يولدوا في عائلات العامة.

الطبقة الاجتماعية السائدة حينها، استأثرت بوظائف الدولة مثل الجباية وضباط الجيش والشرطة اوالقضاء. أقفل الدوقات والبارونات والماركيزات باب الترقي الاجتماعي أمام أبناء الشعب .

هكذا، توارث أبناء الفقراء المهن الشاقة لأجيال، قبل قرار نابليون.

الباكالوريا في اللغة اللاتينية المتأخرة هي بكلورياتيس، وكانت تطلق في البداية على المبتدئ في الفروسية.

في المغرب، بداية ستينيات القرن الماضي، تخرجت الدفعات الأولى من حاملي الشهادة السحرية، وانتقل الناجحون من القرى والمداشر إلى فئة الموظفين الميسورة والمرموقة آنذاك التي اختارت العيش في المدن الكبيرة.

فعلا، كان من يحصل على البكالوريا يركب صهوة النخوة والتباهي.

استمرت البكالوريا مصونة محفوظة رغم كل الإصلاحات التي عرفها التعليم. تبني معظم الأسر آمالها على معدل البكالوريا. من يحصل على الميزة الأعلى يلج أحسن المعاهد.

معادلة أضحت متجاوزة، لأنها مبنية على فرضية وهمية لتكافؤ فرص التحصيل والامتحان.

تجندت وزارة التربية الوطنية للحفاظ على امتحان البكالوريا رغم خطر الوباء. وضعت يدها على قاعات الرياضة وكأنها تتأهب لمسابقة أولمبية. تسابق الزمن لإنهاء ترتيبات هذا الاستحقاق.

هذا الموسم، يتعين على أطرها أن تحارب الغش والفيروس معا.

ربما هي فرصة تاريخية للوزير أمزازي لكي ينتهي من صور الغش المشينة ومن الفيروس ومن نظام امتحانات البكالوريا الذي لم يعد يصلح لشيء.

التاريخ يحفظ لنابليون بونابرت قراراته الشجاعة.

أما كمية معقم اليدين وعدد الكمامات ومسافة التباعد، فهذه تفاصيل آيلة للنسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock