بؤرة مراكش…. العائلية
قد يبدع المغاربة في أي شيء وفي كل شيء تقريبا.
كلما اجتاحت العالم موضة جديدة، ستكون هناك نسخة مغربية خالصة.
يتذكر الجيل القديم كيف غزى الكسكاس سطوح المنازل حين قرر المغاربة الانفتاح على تلفزيون الجيران.
لسان حال المغربي يجيب أنه لا يفقه شيئا في العلم، ولكن بوسعه دوما إضافة أشياء جديدة إلى ذات العلم.
بقدرة قادر تحولت وزارة الصحة إلى وزارة للاتصال و للترفيه. أتحدى برنامجا تلفزيونيا واحدا نال نسبة مشاهدة تساوي ندوة اليوبي اليومية. تحول الرجل بسرعة الى نجم إعلامي. بل إن استبداله، لسبب ما، بمعاذ لمرابط منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة أثار زوبعة صغيرة كما لو تعلق الأمر بمهاجم فريق كرة قدم مشهور يستغني عنه المدرب في اللحظات الحاسمة من المباراة.
استانس المشاهدون بلغة الوصف الوبائي.
بادئ الأمر، فرقت وزارة الصحة بين الوافد والمخالط. قلنا لا بأس، فجل الدول حاولت رصد منشأ الحالات الأولى. ثم بدأت الوزارة تردد مصطلح المخالطين في كل نشرة، بخلاف جميع دول العالم التي تكتفي بذكر عدد المرضى الجدد.
أضافت لنا وزارة الصحة والاتصال، مفهوم البؤرة.
فهمنا أنها زيادة في العلم ضرورية حفاظا على التفرد الوطني.
يتخيل معظم المغاربة البؤرة على شكل جوقة كبيرة من المصابين صادف وجودهم في مكان واحد، فسقط عليهم المرض كما البرق الحارق على قمم الجبال.
من كان في معمل أو ما شابه فهو في بؤرة مهنية وغير ذلك فهي بؤرة عائلية.
بؤرة مراكش العائلية بمنطقة سيدي يوسف بن علي، تتكون من امرأة واحدة و ستين زبونا… ليس للإبداع من حدود.
يصعب على زائر اجنبي أن يفهم دور كسكاس يطل من علياء سطح منزل، كما يصعب علينا حقيقة أن نجاري إبداع مديرية الأوبئة والترفيه والشؤون العائلية.
دون مناسبة، أستحضر قول نابوليون بونابارت؛
الغباء في السياسة ليس عائقا.