اهتمام متزايد للمملكة بالهيدروجين الأخضر: قوة طاقية جديدة…!
كشفت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات، خلال الأسبوع الماضي، أن المملكة تدرس إضافة أنبوب مخصص لنقل الهيدروجين الأخضر إلى مشروع نقل الغاز من نيجيريا. يأتي هذا الكشف مع الاهتمام المتزايد الذي توليه المملكة لمجال الهيدروجين الاخضر باعتباره أكثر استراتيجيات الطاقية شمولا في شمال أفريقيا، فيما تشير التقديرات المؤسسات الدولية المختصة إلى ان المملكة قد تستحوذ على نسبة 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.
وكالات
بدا أن المملكة عازمة على المضي قدما نحو اهتمام أكبر بقطاع الهيدروجين الأخضر والاستفادة من إنتاجه، وهو ما يؤكده الخبراء داخل المملكة من قناعات بكونه سيعزز مكانة المملكة كشريك موثوق للاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة.
في تقرير له نشره أمس الإثنين، نوه الموقع الإعلامي الإسباني “إل أوردن مونديال” باهتمام المغرب الكبير لتطوير الهيدروجين الأخضر سيعزز مكانته باعتباره “شريكا مميزا” للاتحاد الأوروبي ما يرشحه لجذب المزيد من الاستثمارات.
إضافة للثقة الكبيرة التي يتمتع بها من قبل المستثمرين، في ظل التوجُّه الذي يسلكه نحو تنويع مزيج الطاقة خاصة وأنه يُعد من أوائل الدول العربية التي اعتمدت خارطة طريق لتحقيق أقصى استفادة من هذا المورد.
قوة طاقية جديدة
كتب الموقع الإسباني، في تقريره المعنون بـ “خطة المغرب ليصبح القوة الطاقية الجديدة”، إن “المغرب في طريقه إلى تعزيز مكانته كشريك مميز للاتحاد الأوروبي، من خلال جذب الاستثمارات وتوقيع اتفاقيات للارتباط بسوق الهيدروجين النظيف الأوروبي المستقبلي.”
واعتبر أن خيار المغرب هذا الاتجاه، يضع استراتيجيته ضمن إحدى أكثر استراتيجيات الطاقة شمولا في شمال أفريقيا.
وباعتبار المملكة مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة في المستقبل، يضيف ذات المصدر، إنها أطلقت بالفعل أول مصنع لإنتاج الهيدروجين يعمل بالطاقة الشمسية في أفق أن يكون منتجا رئيسيا في المستقبل.
تقديرات مجلس الطاقة العالمي يضع المملكة ضمن الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، ما يؤهله للاستحواذ على نسبة 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.
إلى ذلك، يتجه المغرب الذي كسب خبرة في مجال استخدام مصادر الطاقة النظيفة، نحو إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين بحلول سنة 2030 بالاعتماد على إمكاناته بالطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.
خبراء الموقع الإسباني اعتبروا أنه مع الهيدروجين الأخضر، يختار المغرب “واحدة من أكثر استراتيجيات الطاقة شمولا في شمال أفريقيا”.
ووضعت هذه المشاريع وقربها من أوروبا، في خضم التحول إلى الطاقة الخضراء، المغرب بالفعل في دائرة الضوء ليصبح مركزا إقليميا للطاقة.
برنامج طموح
في هذا السياق، ينوي المغرب إطلاق برنامج طموح يتمثل في توسيع الاستثمار في الهيدروجين الأخضر العام المقبل تفعيلا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس وسط زيادة عالمية في الاستثمار في هذا المصدر من الطاقة.
وترأس عزيز أخنوش رئيس الحكومة في وقت سابق هذا الشهر الاجتماع الأول المتعلق بالشروع في تفعيل “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر.
وحث العاهل المغربي نهاية يوليو الماضي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش الحكومة على الإسراع في إعداد مشروع “تمهيدا للمباشرة بتنفيذه وعرضه على المستثمرين في هذا المجال”.
المغرب يعتزم إطلاق برنامج طموح للاستثمار في الهيدروجين الأخضر العام المقبل تفعيلا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس
وكان بنك التنمية الألماني قد أعلن في وقت سابق من هذا العام عن تمويل بناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكلفة 300 مليون يورو في المغرب.
وتهدف هذه الخطوة إلى جعل المغرب المنتج الرئيسي للهيدروجين الأخضر في أفريقيا بحلول العام 2025، وأهم مورد للاتحاد الأوروبي الساعي إلى تعويض وارداته من روسيا.
وتتطلع الرباط إلى دخول نادي الدول ذات المؤهلات القوية في هذا القطاع المستقبلي، والاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون.
وسينطلق الخط وفق ما هو مخطط له من نيجيريا ويمرّ عبر 11 دولة إلى المغرب، ويُرتقب أن ينقل 3 مليارات قدم مكعبة يومياً من الغاز على طول ساحل غرب أفريقيا، وصولاً إلى أوروبا عبر أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي.
وقالت بنخضرة في مقابلة مع تلفزيون الشرق من بلومبرغ على هامش الدورة الثالثة من القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في مراكش إن “المشروع الضخم سيضم أنبوبين، الأول مخصص للغاز والثاني للهيدروجين الأخضر بعدما كان التركيز فقط على الغاز”.