انقلوا الأسر المنكوبة إلى أماكن آمنة…
انقلوا الأسر المنكوبة إلى أماكن آمنة... ودافئة كمراكش وأكادير عوض الانتقال حيث البؤر الزلزالية.. في انتظار تأهيل قراهم وبنائها!!
مريم عبد المجيد بورداد
انقلوا الأسر المنكوبة إلى أماكن آمنة… ودافئة كمراكش وأكادير عوض الانتقال حيث البؤر الزلزالية.. في انتظار تأهيل قراهم وبنائها!!
اهتزت الأرض حولنا، ارتعبنا وضاع الأمن حولنا، بالنسبة لنا كبشر! الأرض هي المكان الصلب الوحيد الأوحد الأكثر أمانا وسلاما في هذا الكون المليء بالغموض والغرابة… فإذا بها تتحرك تحتنا بعنف وتضرب بالرياضيات والفيزياء والعلوم الجيولوجية عرض الحائط، كون زلزال الحوز زلزالا أرضيا محضا.
معظمنا لم يسبق له أن عايش الزلزال واقعا ملموسا محسوسا، بل سمع عنه في البلاد الأخرى أو شاهده على شاشات التلفاز أو الهاتف أو درس عنه كظاهرة جيولوجية عنيفة ومدمرة..
كثرت الادعاءات والأقاويل والتفسيرات عن أن الكارثة لم تكن طبيعية، بل مصطنعة ومفبركة من خلال برنامج “هارب” كما جرت عادات الوشوشات الافتراضية المقبولة والخيالية، لكن يبقى التصور المنطقي السائد عند المسلمين أن الزلزال آية من آيات الله، ونحن نؤمن بالقضاء ونسأل الله اللطف فيه … ما دفعني لكتابة مقالي هو روح التضامن العظيمة التي تجمع شعب المغرب في كل فرح وفي كل حزن والتي لا أعتبرها غريبة عن طباعنا كشعب مميز جدا تختلط فيه الدماء والأعراق وتجمعه الهوية والانتماء…
نعم نحن في كل مناسبة تهمنا، نخلق الحدث ونبهر العالم بتميزنا وإنسانيتنا وروحنا الوطنية العالية! صورة لاتكتمل إلا عندما يكون أبطالها مغاربة!!! في كل مدينة بالمغرب، ستجد الآن نقاط تبرع و شاحنات محملة بالعطايا والهبات تتجه نحو القرى المنكوبة مع الكثير من الحب والعطف والسخاء والتضامن.
لكن، ما تبادر إلى ذهني وأنا أعاين هذه المبادرات الطيبة، هو إمكانية نقل سكان القرى المنكوبة إلى مراكش أو أكادير باعتبارهما أقرب مدينتين للمناطق المنكوبة ..
فمدننا تحتوي على قاعات مغطاة، مسارح، ملاعب، مساجد… فضاءات كبيرة فارغة يمكن استغلالها كأماكن آمنة و قريبة لإيواء سكان الأطلس من عراء قراهم وقسوة مناخها وغضب طبيعتها، في انتظار تأهيلها (القرى) وبناء منازل تقاوم الزلازل و الكوارث الطبيعية بين متاهات الجبال .. لم التنقل إلى هناك بالمؤونة والغطاء؟ بينما تستطيع السلطات إرسال حافلات لجلب المواطنين على وجه السرعة إلى أماكن أكثر أمنا ودفئا وإسعافا.
رحم الله من قضى تحت الزلزال وربت على قلوب المكلومين وشفى بقدرته كل المجروحين في أقرب الآجال وحفظ هذا الوطن العزيز بما حفظ به الذكر الحكيم..
آمين.