انتخاباتهم…. وحالاتنا الحرجة…!
بمجرد أن تشاهد اللقطات الأولى لبعض الأفلام، تقفز إلى ذهنك أحداث النهاية.
تستنتج بسرعة، وبدون مجهود فكري خارق، كيف سيربح البطل معركته، وكيف سيتزوج، أخيرا، بالبطلة الجميلة وينجبا دزينة أطفال.
ثم تجري أحداث القصة كما تصورتها أنت ومعك آلاف المشاهدين، بلا مفاجأة.
ربما، يكره بعض المخرجين أن يزيغ السيناريو عن النمط الذي اعتاده المشاهد.
في الحقيقة، يميل معظم الناس إلى الحذر من التغيير، ويفضلون أن تستمر الأمور كما تعودوا عليها.
في أفلام رعاة البقر التي صنعت مجد هوليود، كان لزاما أن يفوز الرجل الأبيض المتحضر ضد أعداء متوحشين ومعارضين لرسالة الكاوبوي لنشر السلام على الأرض، وبناء المدن الأنيقة للسكان القادمين من وراء البحر لتعمير العالم الجديد.
اعترف أنني كنت من المصفقين، المهللين لنهايات حفظت كل بهاراتها، من موسيقى مؤثرة، وكلمات شكر لله وابتسامات عريضة وعناق مبالغ فيه.
يفوز الرجل الأبيض “الخير” وينتهي غريمه “الشرير” الملون ستة أقدام تحت الأرض.
إنها النهاية السعيدة.
اكتشفت صدفة أن انتخابات كثيرة، محليا وعالميا، تشبه أفلام النهايات السعيدة.
يعرف الجميع مسبقا أن فلانا هو الفائز القادم، حتى منافسيه.
في بعض الأحيان، يبدأ المعارضون بالتنديد والاحتجاج حتى قبل فرز الأصوات.
في بلاد كثيرة، متخلفة ودكتاتورية، تعاد الانتخابات من أجل تمكين نفس الرئيس من الولاية الثالثة أو الرابعة.
أما في البلدان التي اختارت التناوب الحقيقي، فليس من السهل أبدا أن يتكهن الناخب بفوز أي كان.
الأصوات حقيقية والعد يجري بكل شفافية.
لهذا السبب، قد تأتي الصناديق بغبي أو معتوه أو عنصري مقيت.
هكذا هي اللعبة.
بالطبع، هذه “الحالات الحرجة “تبقى نادرة، وفي مجمل الأحوال فالتغيير إيجابي ويجلب منافع أكثر.
في فرنسا، أنهت أصوات الناخبين حكم شارل ديغول رغم تاريخه المبهر كبطل مقاومة ومحرر فرنسا.
لا مكان للمجاملات في الديموقراطية، فالتناوب الحقيقي يقود للتغيير.
من سيفوز في انتخابات أمريكا؟
ما يهم حقا هو التنافس الحقيقي و الشرس ،و الانخراط الكبير لملايين المواطنين لمساندة مرشحهم.
أما شرق المحيط الأطلسي، فلا زال بعض سياسيي التعويضات وبونات المازوت يتبجحون بالفوز في انتخابات شارك فيه أقل من نصف الناخبين، وكانت نتائجها معروفة سلفا، بكوطات “مضروبة “للنساء والشباب، وتقسيم انتخابي يراعي أصول اللعبة.
في المرة القادمة، من أراد تغيير السيناريو عليه، أن يذهب إلى صندوق الاقتراع، ويكتب بنفسه النهاية السعيدة الذي يحلم بها كل المغاربة.