اليوسفي: لكل شيء إذا ما تم نقصان….
أنهى المعتمد بن عباد مشوار ملكه في قرية أغمات الصغيرة، نواحي مراكش.
وحيدا ومنبوذا.
فقد تباعا امارته الجميلة في الأندلس ،ثم زوجته الغالية اعتماد الرميكية. فيما رافقته قريحته الشعرية بوفاء، حتى آخر أيامه.
كتب قصائد يندب فيها مصيره العاثر. سقطة الرجل كانت مؤلمة. فقد انقلب عليه حليفه ونال شماتة عدوه.
أنشد في رثاء حاله، وهو على فراش الموت،
وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ ** أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ
ولد أميرا وغادر صاغرا مقيدا في ثوب سجين.
التاريخ منصف.
فرط المعتمد في حماية إمارته، وحين داهمه خطر السقوط، استنجد بمن جرده من تاجه وصولجانه. فانتزع منه القدر هيبة وعزا لم يعد يستحقهما.
في مؤتمر استثنائي سنة 1975، قرر مناضلو الحزب تغيير اسمه من «الاتحاد الوطني للقوات الشعبية» إلى «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» وانتخب سي عبد الرحيم بوعبيد كاتباً أولاً.
واصل الحزب الجديد القديم مواجهة نظام لا يؤمن بالديمقراطية.
كان الثمن غاليا.
اعتقل من اعتقل وهاجر من هاجر.
رغم هذا، صمد الحزب لما يناهز العشرين سنة، أو أكثر بقليل.
وفي فترة مفصلية من تاريخ المغرب، قبل سي الرحمان اليوسفي أن يعقد تحالف شجعان مع الراحل الحسن الثاني.
نجحت حكومة التناوب في المساهمة في انتقال سلس وايجابي للسلطة في المغرب. لم يفرط الحزب في أي من مبادئه غير القابلة للتفاوض. وعلى رأسها احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.
خرج سي عبد الرحمان من الحزب برأس مرفوع واحترام لا يقاس من منتسبي التنظيم وغيرهم.
نظم أبو البقاء بعد سقوط الأندلس بيتا مخلدا عن نهاية حتمية لكل الاشياء الجميلة. جاء في مطلعه؛
لكل شيء إذا ما تم نقصان.
لا أعرف إن كان لشكر يعرف أنه يهرول بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحو الاندثار والزوال.
دون سبب وجيه، قصة الاتحاد تذكرني بالملك الشاعر دفين أغمات.
أتمنى فقط أن يكون لشكر وآخرون معه من هواة قرض الشعر.
خسارة الحزب هي فرصة ضائعة أخرى في تاريخ البلد.