اليمين المتطرف يهدد هوية فرنسا مع اقتراب الرئاسيات: اسم زين الدين زيدان، سيصبح أنطوان…!
رئاسيات المواجهة السياسية والإيديولوجية المرتقبة يوم الخميس المقبل بين كاتب الرأي والصحفي والباحث إيريك زيمور وخصمه جون ليك ميلونشو زعيم حركة “فرنسا غير الخاضعة” أو حركة “فرنسا الأبية”، أن تعيد إلى فرنسا سيناريوهات وأجواء الانتخابات الرئاسية كمقبلات لدخول الحملة من الباب الواسع نحو قصر الإليزي.
ستكون المواجهة بين زيمور اليميني المتطرف، الحاقد على المهاجرين و الإسلام و ميلونشو، ابن مدينة طنجة مواجهات كلامية ولعب المصطلحات و محاولة كلاهما إثارة الٱخر، وتبادل للإتهامات والغمز واللمز السياسي الذي يجيد طرفي المواجهة كل أبجدياته وتنوع فصوله، فكلا الرجلين متمرسين على اللقاءات التلفزيونية وقوة الشخصية، خاصة أن كل المتتبعين للشأن السياسي الفرنسي يجمعون على أن زيمور سيجر خصمه للغوص في ملفات الهجرة والإسلام و الهوية الفرنسية، وهو الميدان الذي يجيد الغوص فيه دون عناء ولا جهد، فكل مشاكل فرنسا يختصرها زيمور في الاسلام والهجرة.
لكن بعض المتابعين وبعض وسائل الإعلام الفرنسية، تتحدث عن هذا الصدام الإديولوجي، بأنه صدام مختلق، وأن كلا الرجلين يمثلان مسرحية الكره لبعضهما البعض ليس إلا، ومن فصول هذه المسرحية، حسب نفس التحليل، أن ميلونشو طلب سنة 2014 من زيمور عدم مصافحته أمام عدسات الكاميرا حتى لا يفهم من هكذا تصرف أنهما شريكين، يمارسان نفاقا سياسيا قحا.
وفق ذات التحليل أيضا، طفت على صفحات التواصل الاجتماعي، أخبار توحي أن الرجلين يتشاركان في عدة أشياء، وذكرت التقارير، أن زعيم “فرنسا الأدبية”، حضر سنة 2008 حفلة عيد الميلاد لغريمه وعدوه اللذوذ، مستندة إلى كتاب الصحافيين “ديلاتر” و”فايول”، وكان وقتها زيمور يشتغل مع القناة الثانية وميلونشو مناضلا في صفوف الحزب الاشتراكي. وتساوت لحد الآن حظوظ في استطلاع للرأي حول نوايا التصويت في الوقت الذي كان فيه ميلونشو متفوقا بفارق نقطة بتحصله على 11٪.
والمثير، أن زيمور طبع ولا زال يرسم معالم نواياه العنصرية قبل تأكيد ترشحه أصلا الرئاسيات الفرنسية، ولعل الخطير، والذي يبدو للفرنسيين اليوم مجرد مزحة ثقيلة ومن باب النكتة والدعابة السياسية السخيفة، هي في الحقيقة مدخل لسياسة عنصرية وشكلا من أشكال الأبارتايد الفرنسي. زيمور هو في نفس الوقت اليهودي البربري الجزائري، الذي لجأت أسرته إلى فرنسا والذي لم يتردد يوما في الاعلان بأنه يفتخر بأصوله، يريد، من جهة أخرى، أن يغير هوية كل حاملي الأسماء الشخصية غير الفرنسية بكل ثقة وهدوء، وهذا ما هو في الحقيقة إلا الهدوء الذي يسبق عاصفة جليدية يخفي زيمور وراءها كل الكره للأجانب والمسلمين على وجه الخصوص، هكذا يقدم زيمور نفسه الناخبين الإفتراضيين، تلك رؤيته لفرنسا بلد الحرية والأخوة والمساواة.
وتذهب بعض المصادر في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى درجة اتهام زيمور بالوقوف وراء الصفحة الإلكترونية لموقع هزلي. وتتلخص فكرة الموقع أن يدخل الأجنبي إسمه الشخصي ثم يقترح عليه الموقع اسما فرنسيا، وذلك في ظرف ثوان. ولم يتوانى زيمور في إخفاء عداءه الدفين للٱخر الذي يختلف عنه، ثقافيا ودينيا وعرقيا، ولم يخفي ذلك مطلع هذا الشهر عندما أعلن أنه سيرجع لقانون 1803 وإجبار السكان على حمل أسماء فرنسية قحة.
وعليه يصبح اسم زين الدين زيدان، أنطوان، وكليان مبابي، سيلفيان.