النساء المنتخبات بالكوطة: هل من دور لهن في المجالس المحلية؟
بدأت القصة عبر مطالبة الحركات النسائية (التقدمية) بما أسمينه ب (المناصفة) في إطار حركة ما يعرف بالمساواة بين الجنسين في كل شيء، يعني أن المرأة والرجل نص/ نص، مساواة في الوظائف العليا والسفلى، مساواة في البيت، مساواة في المطبخ، مساواة في شرب السجائر والبيرة أيضا، مساواة في العتف، بمعنى أن المرأة بدورها يجب أن تصفع الرجل في إطار حركة المساواة العالمية.
وإن كانت كل هذه الأمور موجودة تقريبا، حتى عملية الصفع والطرد من البيت تمارس من طرف بعض النسوة على غرار ما يقوم به بعض الرجال. ويطول الأمر في شموليته، لكننا نقتصر الٱن في هذه المقالة على نوع واحد من المساواة المفبركة والهجينة، ويتعلق الأمر بنظام الكوطة الذي يهدف إلى توزيع كافة المناصب بين النساء والرجال، وصولا إلى مسمى (المناصفة) لكن ماذا تحقق من هذه التسمية؟
في إطار استهجان المرأة بشكل خاص وإيهامها بأنها فعلا تمثل نصف المجتمع، وأن لها الحق في كل شيء دون الحصول على أي شيء، إختار المشرعون الرجال البدء بأخف الاضرار فقرروا الإعلان عن شيء أسموه (الكوطة) والكثيرون لا يعرفون معنى هذه التسمية الهجينة، فحسب علمي لا توجد هذه الكوطة في النظام الغربي الذي نستقي منه كل تشريعاتنا، حيث المرأة هناك تصل إلى كافة المراكز بكدها وجهدها وثقافتها وعلمها وعملها، ولا تصل إليها ب (الكوطة) حسب علمي والمشرعون لهذه القوانين أعلم مني بهذا العجب!
وفي إطار تشييء المرأة وجعلها مجرد ديكور لا غير، إخترعوا لها قصة الكوطة التي انطلت عليها حيلتها بل واستحلت المرأة ذلك وتخيلت أنها فعلا كسبت المساواة.
كيف تتم العملية في البوادي على الأقل؟
الدائرة الانتخابية التي يتعدى سكانها رقما معينا، يضيفون بها إسم امرأة لقائمة الرجل، الناس طبعا يصوتون على شخص واحد، والمرأة تمر في ظل هذ الرجل، بمعنى أن المرأة مجرد ديكور في القائمة وهي تتبع للرجل رغما عنها ورغما عن الناس الذين لا يرغبون حتى بالتصويت عليها.
والمشكلة الأساس أن النساء الذين يصعدن للمجالس المحلية على ظهور الرجال لا يقدمن ولا يؤخرن من أمرهن شيئا، خاصة والمجالس الترابية في البادية تتميز بكون أغلب رؤسائها أميون أو شبه أميون، بالتالي المرأة التي تصعد تحت ظل الرجل لا تقوم بأي دور على الإطلاق، وأغلبهن لا يحضرن حتى في دورات المجلس (جماعة تافرانت بإقليم تاونات نموذجا).
ونحن نتساءل ماذا قدمن نساء جماعة تافرانت وغيرها للنساء القرويات؟ هل ترافعن عنهن؟
هل حققن شيئا؟
ما هي حصيلتهن الجماعية؟
نحن دائما ننتقد رؤساء وأعضاء المجالس لكننا بدورنا نغفل انتقاد المرأة وكأنها غير موجودة على الإطلاق..
ختاما، ما دامت المرأة تصل لعضوية المجالس المحلية تحت جناح الرجل حيث لا تقوم حتى بدورها في الدعاية وشرح أو تقديم برنامج خاص بالمرأة القروية فلماذا هذا العبث؟
المساواة الحقيقية هي أن تنزل المرأة للشارع والأسواق وتتقدم للانتخابات كإنسان مستقل عن الرجل وتجتهد في تقديم برنامجها وفلسفتها ورؤيتها الخاصة للتنمية خاصة ما يتعلق منها بحقوق المرأة البدية، أما أن نبقي هذه المرأة (كسلانة) ونمنحها مقعد بالمجان سواء في المجالس المحلية أو الجهوية أو البرلمان ثم نكذب على أنفسنا وعلى المرأة ونتشدق بادعاء المساواة فهذا باطل في باطل.
وأتحدى اية امرأة في المجالس الترابية القروية أن تكون فتحت فمها يوما داخل اجتماعات هذه المجالس الصورية. وأن تجرؤ إحداهن فتقدم حصيلتها الجماعية.
بكل تأكيد لن تستطيع. فلماذا تقبل المرأة أن تبقى دائما مجرد ديكور للتاثيث حتى في هذه المجالس المختلفة التسميات؟