كرونيك

الناس تخشى الموت، لا الجائحة

الجائحة سترحل، والموت سيبقى.

ليس للموت دواء ولا لقاح.

هو حاضر بيننا، يرقب أفعالنا وينصت لأقوالنا.

يتسلى بتصفح قاموس كلماتنا السخيفة.

يتوقف طويلا عند الماضي والآتي، الحاضر والمستقبل.

لا تعنيه هذه الكلمات أو حتى المعجم برمته.

هي تصلح لاستمرار حياتنا الجماعية، لا غير.

أما الموت، فيسخر منها ،دون شك.

الغد هو نسخة مثيرة وسحرية من اليوم، جزرة شهية حمراء تتدلى أمام كائن متعب وفان.

يلهث وراءها ويصبر على سوط لا يتوقف.

الحياة ومضة.

قهوة ساخنة، دون سكر.

تتوالى الرشفات، بينما المذاق مر وحارق.

عندما يفرغ الفنجان وتبرد آخر قطرة عنيدة تلتصق بغوره، تشعر بالمتعة.

كل رشفة هي حدث استثنائي.

قصة عشق، نجاح باهر أو فشل مريع.

هي الوفاء والخيانة معا.

حتما، سينتهي كل شيء.

كتب إيليا أبو ماضي،

إنّ الحياة قصيدة أبياتها أعمارنا والموت فيها قافية

لك أنت تختار بين القهوة والقصيدة، بين سوداء فاتنة أو عصماء آسِرة.

في النهاية، كلاهما ممتع.

توقف عند كل بيت وعند كل رشفة.

وعندما تنهي فنجانك، اقرأ طالعك وطالعنا جميعا.

ببساطة، يخط شاعر قصيدته، ويطوي الصفحة.

بين اليوم و الغد،تمضي الحياة بصخب وثبات ،تتجاهل الموت الذي يرافقها بصمت.

من يعشق القهوة و الشعر،يعشق الحياة و لا بأس ان يخشى الموت أيضا. للقهوة و القصيدة سر  لا يبوحان به الا عند نهايتهما.

آخر الكلام؛هي دعوة مفتوحة لمزيد من القهوة،من الشعر و من الحياة.

مع كامل تقديري لنصائح الأطباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock