رياضة

المولودية الوجدية هل هي بداية النهاية؟

جمال اشبابي

هل تلعب المولودية من أجل البقاء، أم تراها تقوم بتصريف الأزمة إلى غاية غرق السفينة وانتهاء الموسم ليس إلا؟ فكل المؤشرات توحي بأن الأمر خرج ومنذ مدة طويلة عن نطاق السيطرة، فكيف وصل الفريق إلى هذه الأزمة، أو بالأحرى من أوصله إلى هذه الوضعية المخجلة؟ هل هو التسيير فقط، أم الجانب التقني واللوجيستيكي أم المساندة الجماهيرية أم الدعم، دعم السلطات، أم هي كلها مجتمعة، تكالبت على جسد المولودية المنهوك أصلا منذ مواسم.

وإذا كانت النتائج الإيجابية واحتلال الفريق للرتبة الخامسة خلال موسمين على التوالي، إلا أنها في الواقع لم تكن سوى مجرد مساحيق لتجميل وإخفاء بشاعة الوجه والمستوى المتردي الذي يعيشه سندباد الشرق منذ مواسم.

ويجمع المتتبعون للشأن الرياضي داخل أسوار المولودية، أن أزمة الفريق ليست أزمة نتائج فحسب، بل أزمة تسيير، إذ كيف يعقل، وباستثناء المدرب عبد السلام وادو الذي اصر على البقاء، لم يبقى ولو مدرب واحد لأكثر من موسمين في دكة المولودية، فلا بنشيخة ولا بيرنار كازوني ولا نببل نغيز، كلهم رحلوا خاصة الإسمين الأولين، رغم أن الفريق كان في أحسن أحواله.

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هو لماذا رحل هؤلاء، وقد ورثوا فريقا في الرتبة الخامسة، أي مدربين حمقى هؤلاء، فكازوني ترك الفريق وهو مؤهل للبطولة العربية، وهي حلم العديد من المدربين، وهو ما يحيل المتتبع لكرة القدم، ولو من بعيد، إلى خلاصة بديهية أنه تمة شيئ جعلهم يرحلون على التوالي، والسبب هو تسيير أرعن وارتجالي لمكتب المولودية، إذ بالإضافة إلى عدم تسوية وضعية اللاعبين وفضيحة غسيل ملابس الفريق يدويا في عهد وادو، لم يتوقف كل المدربين عن المطالبة بملعب بعشب طبيعي للتداريب في عهد احترافية مزعومة، وحتى طاقم الفريق أصبح يتنقل عبر حافلة الفريق نحو مدن بعيدة البيضاء واكادير وغيرها لخوض مغامراته مثل السندباد البحري، منذ الضائقة المالية التي ضربت الفريق، بسبب غياب الدعم وكذا سوء التسيير.

فلم تستفد المولودية من عشرات الانتقالات للاعبين مرموقين من طينة ٱدم النفاتي، وحركاس، وهاني وخافي من ضمن قائمة طويلة حرم سوء تدبير ملفاتهم عبثا من “تدفىة” ميزانية الفريق

وزاد تكالب التحكيم من تأزم وضع المولودية، فمنذ انطلاق البطولة، صفر الحكام ثمان ضربات جزاء خيالية، ضد فريقنا، كانت كلها وفق نية مبيتة، ولو حدث نفس الإجحاف في حق فرق الدار البيضاء، لكان الوضع شيئا ٱخر تماما، فالقاعدة الجماهيرية لفرق البيضاء، وهي جماهير واسعة لن تفوت ذلك، ببساطة لأن ضغط هذه الجماهير على المكاتب المسيرة، كان سيعجل باجتماع طارئ، تصدر عنه بلاغات شديدة اللهجة، إلى حد التهديد بالانسحاب من البطولة. وهو الأمر الذي دفع بنبيل نغيز لفضح ما لم يجرأ مكتب المولودية القيام به، وهو دوره الأساسي عندما تمس المصالح العليا للفريق.

 

هذه العشواىية في التسيير، دفعت بمحمد هوار، رئيس المولودية الوجدية، وفي يده كل الصلاحيات بعد أن خول له الجمع العام بطاقة بيضاء، لكنه بعد انسداد الأفق التسييري في وجهه، لوح بالاستقالة لكن ذلك لم يغير في شيئا في الأمر، اللهم الضغط النفسي على الجماهير الوجدية واللاعبين المصغوطين أصلا.

وضعية المولودية اليوم هي متوقعة، بالنظر للعقم التسييري والضائقة المادية والبشرية للفريق، فكيف للاعب أن يركز في مباراة كيفما كانت مهمة ومستحقاته لا زالت عالقة في ذمة الفريق، بل أكثر من ذلك كيف لمكتب يحترم نفسه وجماهيره أن يسمح لنفسه بعدم تأدية مستحقات الطاقم الإداري للنادي، فلا غرابة إذن أن يدخل كل هؤلاء في إضراب للمطالبة بمستحقاتهم، وأن يستقيل مدربو الفئات الاخرى.

لم يعد هناك حل للمولودية وهي في طريقها لا محالة نحو القسم الأسفل، إلا الإعتماد على أبناء الفريق من اللاعبين الذين أبدوا رغبتهم في البقاء مثل صوان ݣوراد وبريجة وغيرهم كثيرون، واللعب بمن “حضر”، في إنتظار استقالة المكتب المسير كلية وفسح المجال لمن لهم رغبة في تشريف قميص المولودية من لاعبين ومكتب مسير فعلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock