⬛ جمال اشبابي
هل فعلا سيعقد الجمع العام غير العادي لنادي المولودية الوجدية لكرة القدم، يوم الجمعة كما هو مقرر له بكل ما تعنيه كلمة استثنائي من معنى، أم تراه سيكون مجرد جمع عام كسابقيه، على إعتبار أن الجموع الإستثنائية تعقد لأمر جلل، أو لتصحيح مسار مختل.
فقرار رئيس النادي تنظيم الجمع إياه في هذه الظرفية بالذات ربما بلغ غاياته وأهدافه، إذ إتضح أنه مجرد جمع إستنفذ صلاحيته مثل أكواب البلاستيك التي تستعمل مرة واحدة فقط، وهو ما زكاه إخراج المجالس المنتخبة وأعيان لدفتر شيكاتهم للفريق، فكان النصاب القانوني لهؤلاء أكثر من النصاب القانوني لأعضاء مكتب إستثنائي.
وإذا كانت بعض الجهات تأكد أن الجمع العام سيعرف مفاجئات وربما استقالات وتكوين لجنة إنقاذ، فأن مصادر جد مطلعة، ذهبت إلى كونه لا يعدو أن يكون مجرد جمع على الورق فقط، وأن جميع المؤشرات تأكد أنه لا جدوى من إنعقاده في هذه الفترة بالذات.
وتأتي هذه القراءة، على خلفية أنه عادة في الجموع العامة غير العادية لا بد أن تكون هناك نقاط فريدة للنقاش حولها، فتلاوة التقرير المالي من 2018 إلى 2023 ليست موضوعا فريدا، على إعتبار أن الكل يعرف الوضع المالي للفريق وسبق وأن تم تداوله على إمتداد خمس سنوات.
ولا ترى هذه المصادر أية ٱفاق للفريق، “ذلك أنه رغم كون الوالي والهيٱت المنتخبة وأعيان المدينة إجتمعوا لتوفير أموال، وتم تخصيص منح للفريق، خلافا لما يتداوله البعض، لكن مشكل المولودية يبقى أعمق من ذلك، وأن الجمع المزمع عقده لن يأتي بالجديد وعلينا أن لا ننتظر المعجزات”.
فعوض إنكباب المكتب، قبل الجمع على تعبئة المنخرطين لتشكيل ما يشبه تكتل أو جبهة، وإن إختلفوا مع الرئيس في طريقة تسييره، لكن من أجل مصلحة الفريق كنا سنرى إتحاد جهود هذا التكتل ويصبح بالتالي جهازا للضغط لجلب منح مالية أكثر للفريق، وتكون كلمة المكتب مسموعة بمنخرطيه، حتى لا يصبح الفريق فأر تجارب لتغيير توقيت وبرمجة مبارياته أو حرمانه من باقي جمهوره داخل الميدان وخارجه.
لكن مع الأسف هذه أمور لم يقم بها هذا المكتب ولن يقوم بها مستقبلا، وهو ما جعل الفريق يتراجع للأسفل، فكل عضو يريد الإنفراد بالقرارات والإستحواذ في تسيير الفريق عوض الإستشارة.
فالإشكال داخل أسوار إدارة المولودية ليس كما يروج له البعض مشكل عضوين أو أكثر يعرقلون مسيرة الفريق، فإذا إستحضرنا أن الرئيس هو من يسير الفريق بشكل شبه منفرد، فإن تواجد هؤلاء الأعضاء معه بالمكتب مثل تواجد بقية الأعضاء “الورقيين” لن يغير في الجسم المولودي أي شيئ فهو بحق مكتب مثل شخصية سرحان عبد البصير (عادل إمام) في مسرحية “شاهد مشفش حاجة”
فالإشكال داخل مكتب المولودية ليس تغيير أسماء أعضاءه وتحديد مسؤولياتهم، فهو مشكل أعمق بكثير، هو مشكل تدبيري محظ، فلا ينبغي لمعالجة هذا المشكل أن نجعل من بعض الأعضاء شماعة، صحيح أنهم لم يأتوا بأية إضافة، ولعل نصيب ما تسببوا فيه من مشاكل تسييرية وضرر لا يتعدى نسبة واحد في المائة من المشاكل الحقيقة الفريق، التي صار يتخبط فيها بأكثر حدة منذ تولي الرئيس الحالي منصب القيادة.