المهنة: عبد حراسة…!
رسميا، آخر دولة ألغت العبودية هي موريتانيا الشقيقة.
لم تكن موريتانيا صاحبة براءة اختراع العبودية المقيت والمخزي.
لأسباب مختلفة عبر التاريخ، تحولت مجموعات بشرية إلى سلع قابلة للبيع والاستغلال.
ارتبطت أحداث مركزية في تاريخ العالم، بالعبودية والرغبة في الانعتاق.
خرج يهود مصر في هجرة جماعية نحو الشرق هربا من أغلال وسوط فرعون.
يستمر أحفاد الفارين من العبودية في الاحتفال بذكرى الفصح أو بيساح ويسردون أحداث يوم هروبهم في صلاة الهاجادا.
في الفترة بين عامى 1680 و1700، عمل العبيد المجلوبين قسرا من أفريقيا في العديد من المستعمرات الأمريكية.
كانت أراضي القطن والذرة خصبة وتحتاج لكثير من اليد العاملة الرخيصة.
أضاف المشرعون مبدآ أن العرق الأبيض هو متفوق ومهيمن ضد العرق الأسود.
كان التشريع المتعلق بالعبودية يعتمد على العنصرية، خالقاً نظاما يكون فيه معظم العبيد من الأفارقة وأحفادهم، وأحيانا من الأمريكيين الأصليين.
غالبا ما يتقمص الحافز الاقتصادي أشكالا ثقافية مثل الدين والعرق والانتماء الوطني لانتزاع إنسانية مجموعة بشرية وتحويلها إلى آلة للعمل لا يحتاج صاحبها سوى لإطعامها مثل باقي حيوانات الضيعة.
هكذا يتخلص المشغل النخاس من عبئ أجرة العامل العبد.
في الثامن من شهر يونيو 2004، دخل القانون رقم 65.99 المتعلق بمدونة الشغل حيز التنفيذ.
يتعلق الأمر بحقوق وواجبات رب العمل والأجير.
يعمل الإنسان لكي يعيش بكرامة وبحرية أيضا.
عرف المغاربة في فترات حالكة، نظام السخرة. وهو أشبه بعبودية مقنعة، حيث يجبر الأهالي على العمل دون مقابل وتحت التهديد بالسجن والجلد، وحتى الموت أحيانا.
تشغل شركات الحراسة الخاصة حوالى 40 ألف مستخدم. جل المستخدمين غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. تصل أوقات العمل إلى اثنى عشر ساعة عمل يوميا. وتدخل في مهام المستخدمين أعمال الحراسة والاستقبال وتوفير المعلومات والمطبوعات وأشياء أخرى كثيرة، مقابل أجور زهيدة.
كتب الشاعر الأسود ميلر اثيلبرت (1950) عن موقف العدالة من العبيد:
إنّ العدالة ربّة عمياء
حكمة نعرفها جيداً نحن السود.
ضمادتها تخفي جرحين متقرّحَين
ربما كانا ذات يوم عينين.
أضاف نيلسون مانديلا،
ليس حراً من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة.