المغرب يريد شركاء بوجه واحد، و”كوريا الشرقية” تتألم
بينما كان صاحب جلالة الملك محمد السادس يلقي خطابه اليوم، في الذكرى الـ 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، ويدعو شركاء المغرب، لاتخاذ “مواقف أكثر وضوحا”، بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء، مما يسهل طريق الحل السياسي للنزاع المفتعل الذي طال أمده”.
كان في الجهة الأخرى من حدودنا الشرقية، يبث حوار صحفي لرئيس دولة العسكر أجرته معه صحيفة ألمانية، يبكي فيه حظ الجزائر العاثر، ويصب جام غضبه على تقدير أوروبا للمملكة المغربية الشريفة التي يحكمها النسب الشريف، واحتقار بلاد يحكمها تبون. وبدا العاهل المغربي، خلال إلقاء خطابه، الذي كان ينتظره الشعبين في كلى البلدين، هادئا، رزينا، رغم التحرشات الجزائرية ولغة الوعيد والتهديد، ضد المغرب من قبل نظام العسكر، للدفاع عن مغربية الصحراء بكل هدوء، ضد كل المناورات. ولم يفت جلالته، الإشادة بجنودنا البواسل، ودورهم الحاسم في “واقعة الكركارات” وتحرير المنطقة من عصابات البوليساريو وتأمينها واضعا بذلك “حدا للاستفزازات التي سبق للمغرب أن أخطر المجتمع الدولي.” يضيف الخطاب الملكي. وفيما أكد جلالته على عدالة قضيتنا الوطنية، لم يفته التشديد على “القرار السيادي” للولايات المتحدة الامريكية المتمثل في الاعتراف بمغربية الصحراء، وهو موقف جاء في سياق و“نتيجة طبيعية للدور المتواصل للإدارات الأمريكية السابقة”، يشدد جلالته.
ولأن جلالة الملك، يعرف ما يحس به الشعب المغربي قاطبة، تحدث باسمنا جميعا ليقول لمن مازال يشك في الأمر، أن الشعب المغربي لا يتفاوض حول صحرائه، بل، يسعى، ملكا وشعبا لإيجاد حل للنزاع المفتعل. وأنه على العالم أجمع، أن يعرف بأن المغرب، ملكا وشعبا متمسك بصحرائه إلى أن يرث الله الارض ومن عليها. فمغرب اليوم، كما أوضح الخطاب الملكي بكل شجاعة وصدق، لن يقبل بأي خطوة تجارية لا تشمل أقاليم الصحراء، لأن المغرب جزء لا يتجزأ.
وهي دعوة لخلع بعض شركاء المغرب للأقنعة، فإما أن يكونوا معنا أو يكونوا ضدنا، فلا وجود بعد اليوم، لوجهان، وجه مع المغرب عندما تكون لهذه الدول مصالح اقتصادية معنا، ووجه ٱخر ضدنا، عند طرح ملف الصحراء المغربية، إلى درجة أن تدير لنا ظهرها. لقد جاء الخطاب الملكي، ليزيح كل لبس وشك لمن، لم يهظم بعد أن قضية وحدتنا الترابية حسمت، ولا مجال للوهم والادعاءات الباطلة والمغرضة. في الجهة الأخرى، كان الرئيس الجزائري، وكله حقد وكره للمغرب، ينصت للخطاب الملكي، وكان يعلم مسبقا، بكل حسرة وامتعاض، أن المغرب لن ينفعل ولن ينساق في متاهة التصعيد التي تريد جزائر العسكر أن تجره إليها، وهو ما عبر عنه صراحة، في حواره مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، حيث قال أن “أوروبا مخطئة في اعتبار المغرب” بطاقة بريدية “والجزائر” ككوريا الشمالية “. (وكان الأجدر، أن يسميها تبون، “كوريا الشرقية”).
وفي نفس سياق الحقد، لم يخفي “معمر فرحي” في عموده “لاكرونيك دالجيري”، متوجها بكلامه لحلفاء المغرب، العرب والاسرائيليين، “الإخوة” العرب الذين سيضعون جيوشهم وطائراتهم ومدرعاتهم في خدمة المغرب إذا اندلعت الحرب للأسف. دول الخليج لا تخفي تضامنها […] إنهم سيضعون كل إمكانياتهم في خدمة المملكة الشريفة إذا تعرضت للهجوم. من طرف من؟ من الغريب أنها نفس اللغة التي تستخدمها إسرائيل”