“المغرب فوبيا” والذباب الإلكتروني في منصات التواصل الإجتماعي
"... علينا جميعا أن نتفطن إلى كوننا لم ولن نكون أبدا في موقع ضعف كي ندافع عن تاريخنا ووحدتنا الترابية، أو نبرر مواقف قيادتنا الرشيدة ووقوف الشعب المغربي الأبي دائما وراء حامي حمى الملة والدين. فالهدف الأول للمخابرات الجزائرية زيادة على محاولاتها زعزعة وحدتنا الترابية، هو محاولتها البائسة لجعل المغربي في منصات التواصل الإجتماعي دائما في موقع ضعف وحالة دفاع مستمر، بعدما عجزت عن كسب نجاحات ديبلوماسية أو ميدانية على أرض الواقع..."
⬛ جمال اشبابي/ باريز
لعل أكبر خطر يخدش صورتنا كمغاربة هو تشويه المعلومات التي يتم تداولها بشأن بلدنا الحبيب من طرف “نيران صديقة”، وأخص هنا تلك التي يتم الترويج لها عن جهل من طرف مغاربة في منصات التواصل الإجتماعي، وعلى وجه التحديد أولئك المتدخلين في مباشرات التيكتوك والفيسبوك.
فالخطر، كل الخطر، يأتي من هؤلاء الذين يتحدثون عن جهل وعدم إلمام بالملفات والوقائع والحقائق التاريخية، فتكون تدخلاتهم وهم يدافعون عن مغربية الصحراء أو العلاقات مع إسرائيل ناقصة من الأدلة والحجج، والنتيجة الحتمية تعرضهم للقصف العنيف من طرف مخابرات الجزائر عن طريق تسخير ذبابها الإلكتروني، بهدف قمع صوت المغاربة الأحرار في محاولة بائسة للمس بوحدتنا الترابية.
فبعض هؤلاء يتدافع بعفوية للدفاع عن المغرب، ولكن يأتي تدخلهم مبتورا مرة، وعن جهل بكل ما سلف مرة أخرى، لتكون النتائج عكسية تخدش صورة المملكة المغربية الشريفة دون قصد.
لكن البعض الٱخر، تشتم من تدخلاتهم روائح المتاجرة والجري وراء البوز، واللايكات على حساب سمعة وتاريخ المملكة، فدفاعهم يكون بدوره دون أدلة وحجج دامغة، يكون من شأنها كتم أفواه مخابرات الكبرانات.
لذا علينا جميعا أن نتفطن إلى كوننا لم ولن نكون أبدا في موقع ضعف كي ندافع عن تاريخنا ووحدتنا الترابية، أو نبرر مواقف قيادتنا الرشيدة ووقوف الشعب المغربي الأبي دائما وراء حامي حمى الملة والدين.
فالهدف الأول للمخابرات الجزائرية زيادة على محاولاتها زعزعة وحدتنا الترابية، هو محاولتها البائسة لجعل المغربي في منصات التواصل الإجتماعي دائما في موقع ضعف وحالة دفاع مستمر، بعدما عجزت عن كسب نجاحات ديبلوماسية أو ميدانية على أرض الواقع.
وبحسب تتبع مستمر لمنصات التواصل الإجتماعي، يتبين أن مخابرات العسكر تشتغل وفق نسق محدد في كيفية طرح ذبابها الإلكتروني للأسئلة من خلال تدخلاتهم على هذه المنصات، وكلما تعلق الأمر بالمغرب، وتنبني الخطة، على ثلاث محاور متفرعة وفق النقاشات ومستوى المتدخلين المغاربة وليس من باب الصدفة أن تهدف هذه الخطة ضرب شعار المملكة، (الله، الوطن، الملك).
بالنسبة للمحور الأول: يحاول عميل الـ DRS أن يبرهن لك بأنك كمغربي تبتعد عن الإسلام وأنك تضع يدك في يد اليهود، وهنا ستتناسل التدخلات لجرك لنقاشات أخرى، من قيبل إمارة المؤمنين، أندري أزولاي، أو في نقاشات عقيمة، من عينة (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى)، وفي هذه النقطة الأخيرة تم ذكر النصارى أيضا لكنهم لن يقرؤوا لك غير اليهود، وإن كان النصارى هم “شيعة” اليهود.
المحور الثاني: الوطن، سيحاول العميل إقناعك بأن المغرب قزم، وهنا سيقحم لك مصطلحات وتسميات تحمل دلالات الإستصغار، كتسمية المغرب بمملكة فاس تارة، أو مملكة مراكش، أو ليوطي، الكلاوي، ثم يحيلك طبعا على ملف سبتة ومليلية، وجزيرة ليلى، ثم بناتنا في الإمارات. وطبعا لن يتحدث لك أبدا عن إمبراطوريات المرابطين والموحدين مثلا، لأن هدفه هو تقزيم تاريخك وبالتالي تفادي الخوض في خضوع الجزائر للحكم المغربي عبر تلك الإمبراطوريات المتعاقبة إلى حين وصول الأتراك والفرنسيين.
وحتى في المقررات التعليمية لدولة كرغوليا العظمى، لا يوجد ذكر ولو بإيجاز للإمبراطوريات المغربية التي حكمت الجزائر، ولكن في المقابل تتضمن نفس المقررات التعليمية التي تدرس للأطفال، أن عدد دول المغرب العربي هي ستة، بإضافة دولة بن بطوش العظمى.
أما المحور الثاني، فيهاجم الذباب الإلكتروني من خلاله، المقام العالي بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بكل شراسة، وكأن صاحب الجلالة هو من كان يحكم فرنسا التي قتلت جيوشها في الجزائر الصغير قبل الكبير واغتصبت عناصرها النساء والأطفال، وهنا سيخرج لك الذباب، حكايات من وحي الخيال، عن خيانات مزعومة للملوك المغاربة للجزائر، وبيع سبتة ومليلية مقابل دراجة وغيرها من الترهلات وكلها تدخل في ما أسميه “المغرب فوبيا”.
ولن يحدثك الذباب الإلكتروني الجزائري أبدا عن غدر الجزائر للمغرب بعد استقلال الأخيرة ونقضها لتعدها بإرجاع الصحراء الشرقية المغربية، كما تم الإتفاق عليه مع محمد الخامس طيب الله ثراه.