رياضة

المغرب-الجزائر ومقابلتان في آن واحد: تفوق الأسود في الأولى، في انتظار مباراة الغد في الدوحة

جمال اشبابي

ستلعب الجزائر و المغرب مقابلتين مرة واحدة، الأولى في كرة القدم، مدتها تسعون دقيقة على أرضية ملعب الدوحة، أما الثانية، ابتدأت منذ مدة، ولن تنتهي حتما يوم السبت، لكن نتيجتها حينا بثلاثة مقابل صفر لصالح المغرب.

وسيواجه منتخب الخضر ينظيره وجاره المغربي في جولة مثيرة من البطولة العربية، مقابلة، كان بإمكان المنتخب الجزائري تفاديها حتى لا يقع في صدام ديربي مغاربي مفتوح على كل الاحتمالات، على أرضية الملعب وخارجه.

والسؤال العريض، الذي يطرح بشدة، من يخشى الٱخر، الجزائر أم المغرب؟ فأسود الأطلس الذين أحرزوا تقدما كبيرا خلال العامين الماضيين وأظهروا عروضا كبيرة في الملاعب القطرية، اما الجزائر فهو فريق يحترم، وبدورهم أظهروا قدرات كبيرة رغم بعض النواقص.

يقول الجزائريون أن المنتخب المغربي، الذي أظهر بالتأكيد أشياء جميلة، لكنه ليس بالمنتخب الصاعقة على أرضية الملعب.

ويملك ياسين الإبراهيمي ورفاقه كل الفرص للخروج منتصرا في هذا الصراع، والتأهل لنصف نهائي كأس العرب 2021، إن هم تفادوا أخطاء مقابلتهم ضد لبنان ومصر، حيث أظهروا عيوبا قد تكلفهم غاليا ضد أسود الأطلس لا يرحمون.

فليس لدى الجزائريين سببا للخوف من أسود الأطلس. فالثعالب لديهم كل الوسائل التي تمكنهم من الذهاب إلى أقصى حد ممكن داخل العرين المغربي.

ورغم ذلك، فكل الجزائر حبست أنفاسها بعد نهاية مقابلتها مع مصر، وهي تعلم أن المغرب هو خصمها المقبل، وثانيا، لأنها ولسبب بسيط، لا تريد المجازفة أمام الأسود، لأنهم إن انقضوا عليها، وأحكموا قبضتهم فلن ينفع معها مقاومة، ولا محاولة النهوض.

ويلتقي المغرب والجزائر، كرويا، بعد عشر سنوات، كان ٱخرها، فوز ساحق للمنتخب المغربي بنتيجة 4-0 في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012. والٱن، ورغم المنافسة القوية في إطار هذا الديربي، إلا أن مقابلة موازية، خزانها التوتر بين البلدين، انطلقت قبل المقابلة الرياضية، خارج ملعب الثمامة بالدوحة.

في المجموع، المنتخبان الإفريقيان، المؤهلان لمرحلة تصفيات كأس العالم 2022، تواجها 29 مرة في المباريات الرسمية، وكانت الحصيلة، تسعة انتصارات لثعالب الصحراء، وعشرة لأسود الأطلس، وعشرة تعادلات.

وإذا كان هذا التاريخ الكروي متوازن للغاية بين البلدين الحدوديين، في الملعب كما في المدرجات، وتتكرر الانتثارات، هنا كما هنالك، بين لاعبي وأنصار المعسكرين. لكن هناك حدود أخرى تجري فيها مقابلة أخرى من عيار ٱخر وحجم مخالف تماما.

فـ “العداء” بين البلدين، في ملعب كرة القدم، لم يتفاقم كما هو الحال في خارجه منذ مدة، فلا يزال التوتر بين البلدين حقيقيا على الصعيد الدبلوماسي. وحتى وقت قريب، وفي بداية نونبر، نددت الجزائر بـ “اغتيال” ثلاثة من رعاياها بقصف نُسب إلى القوات المغربية في الصحراء المغربية.

فالتنافس بين البلدين هو رياضة حقيقية، لكن، ومع ذلك، فإن هذا النزال الرياضي، يأتي قبل كل شيء على خلفية التوترات الشديدة بين الجزائر والمغرب، والتي ذهبت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ غشت الماضي.

وشبه فرانسوا سودون رئيس تحرير بانأفريك (Panafrique)، في مقال عنونه، “الجزائر/المغرب، هذا النزال، بمقابلة كل الأخطار”، هذه المباراة حاسمة بالنسبة للفريقين، حيث سيحاولان المضي إلى نصف النهائي لمواجهة قطر أو الإمارات العربية المتحدة.

هذا اللقاء، الذي تجاوز كونه مجرد مقابلة في كرة القدم، باعتباره يحمل عبئا جيوسياسيا قويا، بين قطع العلاقات الدبلوماسية، واتهامات الهلوسة بافتعال الحرائق والتخريب، وإغلاق المجال الجوي، وعدم تمديد اتفاقية خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، واستئناف إطلاق النار ضد الجدار الأمني المغربي.

وباستخدام “استعارة كرة القدم”، أعلن فرانسوا سودان أنه في “المباراة” بين المغرب والجزائر، يتقدم المغرب بثلاثة أهداف مقابل صفر.

وتم تسجيل الهدف الأول، على حد قول مدير تحرير الصحيفة، “في 13 نوفمبر 2020، عندما فجرت القوات المسلحة الملكية، “الجلطة” في كركرات، أقصى جنوب الصحراء المغربية، وهو ما كان يهدد تجلط الدم في شريان تجاري حيوي للمغرب”.

أما الهدف الثاني، فتميز بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء في دجنبر 2020.

وسجل الهدف الثالث، “في نهاية يوليوز 2021 مع افتتاح القنصلية رقم 24 في العيون، عاصمة” الجهة الجنوبية “، مما يدل على الانهيار الدبلوماسي للمواقف المؤيدة للاستقلال (الانفصال.)

وفي سياق هذه المباراة المثيرة، فإن الوضع، من الآن فصاعدا “خارج السيطرة”، لأنه من ناحية، من المستحيل أن “يتخلى” المغرب، ملكا وشعبا “عن” امتداده التاريخي”، ومن ناحية أخرى، ” النظام الذي يجسده عبد المجيد تبون يلعب جزءا من شرعيته السياسية في هذه المواجهة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock