المؤسسات الرياضية أخلاق يا مسيري أنديتنا الوطنية
غالبا، عندما يتحدث الأجانب، عن بلد ما، لا يذكرون عملته النقدية، ولا ألوان علمه الوطني، شيء واحد لا يختلفون حوله، كأسماء رياضييه، وعلى وجه التحديد، أسماء لاعبي كرة القدم، حتى أصبحت بعض الدول تعرف برياضييها أكثر مما هي معروفة بقادتها السياسيين وجمال طبيعتها، وعلى ضوء ذلك يصبح الرياضي، سفيرا لبلده، وتصبح تبعا لذلك، الممارسة الرياضية، بابا من أبواب الإستثمار.
وتكتسي بالتالي الرياضة، والمؤسسات التي يمارس فيها هذا النشاط، اهتماما كبيرا، باعتبارها أول من يعرف بأي بلد فكيفما كان. وفي حالات عديدة يتحول الأجنبي إلى سفير يلمع صورة الرياضة و الممارسة الرياضية في أي بلد، فذلك قمة المبتغى لأي بلد.
فمفهوم المؤسسة الرياضية لم يعد ينحصر في تلك الرقعة الخضراء أو القاعة، والتدريب والنتائج، ثم الألقاب، الرياضة أخلاق، ومبادئ واحترام، للٱخر كيفما كان جنسه ولونه و ديانته ومعتقداته، الرياضة، التزاما كذلك.
فكل بلد بحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، إلى كل أبناءه، لإشعاعه وتلميع صورته، هو بحاجة إلى العامل البسيط كما هو بحاجة للديبلوماسي، هو بحاجة إلى الطبيب والطباخ والفنان والرياضي، هؤلاء وغيرهم، هم السفراء الحقيقيون للبلد، ووزراء سياحته.
كلنا طالع أخبار محمد المكي الرجل الأمازيغي الذي لم يكن يعلم أنه بكرمه وعفويته، أطلق حملة سياحية في أعالي الجبال بالجنوب الشرقي للمملكة بتقاسمه خبزة مع سائحتين أجنبيتين، بابتسامة صادقة، وطبعا، وثقت السائحتين لتلك اللحظة عبر شريط فيديو جاب أرجاء المعمور، ولكم أن تتصورا حجم الدعاية والحملة الإشهارية بثمن خبزة فقط.
وفي المغرب دائما، مقابل هذه الصورة الجميلة، توجد صور قاتمة لتصرفات مخجلة، تجعل الأجنبي يضع الجميع في سلة واحدة، تهدم كل ما تحاول الجهات الرسمية جاهدة أن تلمعه وتحافظ عليه كمكتسبات، ويتساوى في ذلك النادل والبنكي مع سائق سيارة الأجرة والمسير الرياضي.
فأخبار فضائح التحكيم، فيها إساءة ليس للرياضة فحسب، بل للمغرب ومصداقية مؤسساته، عندما تنمحي فرق رياضية أو تنزل للأقسام السفلى، نتيجة الكواليس والهواتف، إساءة للمغرب.
أيضا، عندما يرتجل المسؤول الرياضي في أي نادي ويعين المدربين و التقنيين و اللاعبين ثم بعد أن يجف الحبر على وثائق العقود الممضاة، فقط، وقتها، يعين اللجان التقنية و الطبية و المالية، مختزلا مهمتها في مجرد تعيينها وكفى، أفليس هذا قمة العبث التسييري الذي يسيئ إلى الفريق والرياضة، داخليا وخارجيا.
أليس المناداة على مدرب أجنبي، على وجه السرعة من بلده قبل إغلاق المغرب لحدوده، ثم يتفق الطرفان على تفاصيل العقد وقيمته، ثم بعدها، يتهرب الرئيس من الإمضاء، إساءة كبيرة للرياضة الوطنية، وقد كان بإمكان الرئيس، من باب الشجاعة مواجهة المدرب بإخباره بقرار التراجع عن الإتفاق للأسباب التي يراها مناسبة، أو حتى دون سبب.
كل ما ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار، هو أن تبقى سمعة الفريق والمدينة والبلد، فوق كل الحسابات، حتى لا يفقد المتعاملون مع الفريق الثقة مستقبلا، إن كان هناك مستقبل للفريق بعد هكذا إساءة.