الظاهر أن المسألة فيها غاز وألغاز
لا شك أن الجار الشرقي يملك كثيرا من الغاز. على الأقل، يملك ما يكفي لقمع حراك شعبه من أجل حياة أفضل وإسكات المطالبين بأي شيء، حتى البطاطس.
ما يكفي أيضا من الغاز لتمويل آلة إعلامية تفتقر المهنية والجدية.
لسبب لا يعرفه معظم سكان القوة الضاربة، لا تصلح أموال الغاز للاستثمار في البطاطس حتى يتخلص الشعب الجزائري من هم القفة الخالية والطابور الطويل العريض اليومي من أجل وجبة أكل لا تشبع من جوع. مخجل فعلا. الغاز أنواع.
بعض الغاز لا يؤثر في شيء ولا يعكر سوى الأجواء التي يشترك فيها “مالكه” و”مصدره” ومن يحيط به برائحة غير عطرة.
فقد جرت العادة عند البشر ألا يتوقف ذي عقل عند غاز لا دور له سوى “تنفيس “صاحبه حتى يتمكن من هضم ما تيسر.
الجار لا يستطيع هضم ما يحصل في المنطقة وفي العالم، رغم إدمان إعلامه إطلاق “غازات” لا تتوقف، أزكمت شعبه وجيرانه.
يطلق الجار كلاما كثيرا يشبه الغاز “الطبيعي”: فارغ، كريه، وقطعا لا يمكن أخذه على محمل الجد.
يردد كثير من هواة استنشاق الغاز الرسمي الجزائري، وبكل غباء: “سيعود المغاربة للحطب حين يتوقف الكهرباء.”
البطاطس لذيذة فعلا على نار الحطب، وغيابها وغلاؤها لا يجدي معه أن تمتلك كل مواقد الدنيا بغازها وبترولها ونياشين جنرالاتها.
البطاطس أولا.
الظاهر أن المسألة فيها غاز وألغاز. أكد الصحفي الجزائري عبدو سمار، مسؤول الموقع الجزائري “ألجيري بارت”، أن قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوقف العمل باتفاقية أنبوب الغاز العابر للمغرب نحو إسبانيا، بين المكتب الوطني للكهرباء والشركة المملوكة للدولة الجزائرية “سوناطراك”، فيه الكثير من التضليل والافتراء.
وأضاف أن القرار “لم يكن مفاجأة”، يوضح سمار، “لأن 10 أو 15 مليار متر مكعب التي كانت تصدر عبر الأنبوب المار من المغرب لم تعد متوفرة ببساطة” (مع العلم أن القدرة الاستيعابية لهذا الأنبوب هي ما بين 11 و13 مليار متر مكعب).
وذكر بأن “تصدير الغاز الجزائري إلى الخارج شهد تراجعا كبيرا، ما بين 2005 و2010.” بعد المنع الجزائري لطائرات المغرب من التحليق، لا زال المغرب يحلق عاليا، وبعد منع الغاز من المرور عبر المملكة، ما زالت مدن المملكة تشع نورا وتفيض أسواقها بطاطس وخضرا وجمالا.
ماذا بعد؟ “الحياء والحشمة دارو الجناوح وطاروا، الجار دعا جارو، وحتى من الفار تلف على غارو.” مثل جزائري قد يفيد في تبليغ الرسالة، رغم قصة الغاز وكثرة الألغاز.