كرونيك

الشمس كتموت آلخوت… وراها كتموت…

لا أتذكر بالتحديد سنة عرض مسرحية “الشمس تحتضر.”

أتذكر أنني جلست في الصف الثاني أو الثالث في مسرح محمد الخامس.

انتظرت بداية العرض.

ثم، أشرقت ثريا فوق الركح.

ثريا خارج المسرح امرأة متوسطة الطول، تميل للقصر.

فوق الخشبة، رغم لباسها الأسود، تملأ القاعة.

تبدو شاهقة، جبارة، مهيمنة.

ينقر مصطفى باقبو الهجهوح بحركة خفيفة ومتقنة.

العزف صوفي والصوت آسر.

“الشمش كتموت آلخوت…

وراها كتموت..”

وحدها ثريا تتلوى جسدا وروحا مع نص عبد اللطيف اللعبي.

تصنع منه مصعدا نحو النجوم، تأسر أرواح جمهور يتابعها مبهورا في ظلام المسرح.

ترتفع بنا عاليا بأداء يجمع بين حرفية الممثلة وحساسية المثقفة العصامية الآتية من عين الشق ومن “خيرية”ع ين الشق، حيث اشتغلت شقيقتها لسنوات.

طفولتها كانت شاهدة على الألم والعزلة.

هكذا هي:

خليط من نضال كلفها مرة شعرها الجميل وساعات احتجاز وبضع كدمات، ونضال إنساني تجاه قضية لا تزال تستنزفنا جميعا، فلسطين.

تضامنت ودافعت عن القضية الفلسطينية.

تركت وراءها مسرحية “أربع ساعات في شاتيلا” شاهدة على التزامها تجاه القضايا الإنسانية العادلة .

كم كنت رائعة تلك الليلة وأنت تحلقين نحو مقدمة المسرح مثل طائر لا يقبل سوى الحرية.

ولأنك كنت صوفية في عشق المسرح. فصار المسرح أنت وأنت المسرح، فقد شاركت زملاءك وزميلاتك في إحياء أبو حيان التوحيدي وعبد الرحمان المجذوب على خشبة المسرح.

ثريا هي السعدية.

نجمة كانت سعيدة.

تستحق أن نستعيد ذكراها مرات ومرات.

أضحكت..

وأبكت..

وأسعدت….

كتب عبد اللطيف اللعبي،في قصيدة  “لنفتح عين القلب”:

الموت بالمرصاد

والحياة كذلك

ماتت ثريا، عاش المسرح.

وداعا أيتها النجمة البهية.

وداعا ثريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock