السعودية، قطر… تداعيات المصالحة
السعودية تفتح حدودها الجوية أمام الطائرات القطرية بعد مفاوضات تمت بوساطة أمريكية كويتية..
يقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إنها بدابة انفراجة حقيقية لتجاوز الخلافات بين دول الخليج..
أكيد، أن الإدارة الأمريكية تدفع في هذا الاتجاه وعينها على إيران.. فهي تريد تجفيف آخر منابع الوفاق معها في المنطقة.. وتدرك جيدا أن الخلافات لا يمكن أن تستمر دون حاجة لتوظيفها.. وأن حقائق الجغرافيا والتاريخ حاسمة أحيانا في رسم استراتيجيات الصراع ومراكمة الانتصارات لمصالحها…
المشكلة، هي أن الجميع منضبط لهذا التوجه من موقع التنفيذ الأمين لهذه الخطط؛ حيث لم تعد الشروط 13 التي وضعتها أطراف الرباعي المقاطع لقطر ذات قوة وفاعلية في استمرار المقاطعة.. وسيأتي دور قناة الجزيرة القطرية لتفسير وتبرير كل ذلك منه.
المشكلة أيضا في الاصطفافات التي حدثت بعد قرار الرباعي (السعودبة، الإمارات، البحرين ومصر).. وربما قد تدفع جماعة الإخوان ثمنا لهذا المنحى الجديد.. وتفقد الدعم المالي والسياسي والإعلامي القطري الذي كانت تحظى به.. والذي شكل العمود الفقري لبقائها على واجهة الأحداث بعد ما سمي بالرببع العربي…
تركيا هي الأخرى قد تلتحق بهذه المساعي.. وقد أكد مسؤولوها في الأيام والأسابيع الماضية عن تململ، ولو محتشم إلى حد الآن، في اتجاه المصالحة مع مصر والسعودية بالخصوص.. خاصة وأنها لم تعد تلك “القوة الاقتصادية” المرعبة التي اقترن توصيفها بالمعجزات؛ فمشاكلها تتفاقم يوما بعد يوم.. من ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة… إلى فشل العملة المحلية غي الحفاظ على قدرتها التداولية والتنافسية.. وسيكون موضوع الإخوان أيضا جزء من ترتيبات المصالحة إذا تمت وفق ما يخدم مصالح الدول المعنية التي هي في البدء والمنتهى فوق مصالح الجماعات أيا كانت، بالمنطق السياسي الذي يتفاعل مع الأحداث بعيدا عن الشعارات والبروباغندا الوظيفية.
هل كان المغرب موفقا في اتخاذه المسافة الضرورية من هذه الصراعات المفتعلة؟ الأسابيع والشهور القليلة القادمة ستكشف ربما عن مفاجآت وترتيبات تعيد صياغة الأسئلة والإجابات من جديد..