مدارات

الدرس المغربي.. الخِشية الفرنسية من العدوى!!

إلا أن الملفت وبقوة هو تصدي الدولة المغربية بدعم واسع من اطياف الرأي العام المختلفة للضغط السياسي والاعلامي القوي للدولة الفرنسية.

عدنان الجزولي

هناك، لحد الساعة، عدة دروس وملاحم يقوم المغاربة بصنعها منذ أن ارتجت بعنف نادر جبال الأطلس في منطقة الحوز وجوارها.. ويمكن العودة إليها كل على حدة..

إلا أن الملفت وبقوة هو تصدي الدولة المغربية بدعم واسع من اطياف الرأي العام المختلفة للضغط السياسي والاعلامي القوي للدولة الفرنسية.

لحد علمي لأول مرة تقول دولة من الجنوب : لا انتظروا سننادي عليكم وقتما احتجنا لمساعدتكم التي نحدد نحن طبيعتها !!!!! ولعل هذا ما جعل القنوات الإعلامية الفرنسية وكبريات الصحف الفرنسية تطرح عشرات الأسئلة عن الأسباب التي جعلت المغرب يقبل مساعدات من أربعة دول وتهميش العرض الفرنسي…بل هناك منابر بالغت في توجيه سهام جارحة وقاسية للمغرب ورموز سيادته وكأنهم ارتكبوا أكبر جريمة دون مراعاة لطبيعة الظرف ومعاناة المغاربة…

عقلاء فرنسا الذين يعرفون معنى التصرف السيادي وحق الدول في قبول أو رفض ما يرونه مناسبا أو غير مناسب حاولوا ولا زالوا يعبرون عن تضامنهم غير المشروط مع المغرب…لكن في المقابل هناك تعبئة مذهلة لمختلف الإذاعات والتلفزات والجرائد الكبرى التي أرسلت مبعوثيها الخاصين الذين يقومون بالبث المباشر من المغرب معبرين بحرية عن مواقفهم وحتى قول أشياء كثيرة محبطة.. وتوجيه انتقادات قاسية لما يجري على الأرض..ومع ذلك لم يقل لهم المغرب هيا اخرجوا من بلادنا بل الذي يسجل لحد الان هو كثير من العقلانية وبرودة الدم اللتين يتعامل بهما المغرب أمام هذا الضغط القوي واليومي..

الدرس المغربي الملفت في هذه النقطة بالضبط هي توجيه رسالة إلى فرنسا وإلى كل الدول ذات الماضي الاستعماري مفادها أننا بلد له سيادة ومن حقه أن يختار مع من يتعامل ومتى وكيف.. ومن حقه أن يتدرج في طلب الدعم أو المساعدة من طرف هذه الجهة أو تلك..

الدولة العميقة في فرنسا جن جنونها فعلا لأنها تخشى من عدوى الدرس المغربي خاصة تجاه المستعمرات السابقة بافريقيا والتي لا زالت فرنسا تنهب كل خيراتها وترمي لها بعض الفتات سنويا..

لقد تعب المغاربة من تلك الأبوية المتعالية والنرجسية الفرنسية واتخذوا قرارا جريئا سيكون له ما بعده على مستوى العلاقات الدولية خاصة في فترة الازمات والكوارث.

نعم ستكون هناك بعض الأخطاء أو الاختلالات لكن ما يحدث الآن ومنذ الساعات الأولى التى تلت حدوث الكارثة المهولة خاصة ما نعيشه من إنفجار غير مسبوق لأكثر من خمسة وثلاثين مليون نسمة الذين تحركوا كجسم واحد في هبة يجب ألا تتوقف لأن الآتي ربما أصعب بعد حصر أعداد الشهداء والمفقودين والضحايا وحصر الخسائر المادية…

باختصار، الدرس المغربي انطلق ولا يجب أن يتوقف… لأنه درسا من أجل مستقبل آخر وبلد أجمل وأوضاع أفضل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock