“الجهادية” كامتداد للسلفية: أبو الأعلى المودودي؟؟
1/ إن مانعنيه وصفاً بالتيار السلفي، ما أصبح يُصْطلح على تسميته الآن وقبلاً في تعبير بعض الباحثين المتخصصين في التراث بخاصة وفي المشروع الحضاري العربي الإسلامي بعامة ب: التيار الأصولي المُستنير الذي تأسس فكريا (بداية)على يد رشيد رضا، وتجسّد سياسيا وتنظيميا فيما بعد، أي بعد ضرورة تطور خاصة به، في تيار الإخوان المسلمين بالمشرق، وحزب الاستقلال بالمغرب (على وجه التّحديد).
2/ على أننا نعني بشكل أو بآخر، وبالمقابل، التّصور الآخر المعروف أو بالأحرى المُتعارف عليه بالتّيار الإسلامي “الجهادي” المتفرّع عن الأول، والقائم على أسسٍ فكرية مرجعية مُغايرة لعلّها أقرب أو كذلك إلى مرجعية أبو الأعلى المودودي المتماثلة مع المرجعية الشعبوية بصفة عامة.
وإذن:
فعلى هذا، فهو (=التيار الجهادي) قد أصبح مثار نقاش واهتمامين بالغين، اعتبارا لكونه الآن، وبالنّظر إلى الظروف التي أنْضَجت نموه، رقما سياسيا معدّا به في مشهد الحراك الاجتماعي ليس بالمغرب فقط، بل في جلّ أقطار العالم العربي.
ذهب العديد من المستشرقين ضحية الخلط المُتعمّد بين الديموقراطية والشورى في الفهم السّلفي لها، مع أنهم كانوا في الحقيقة يرون دائما في الشورى نظاما خاصا بالإسلام يختلف عن بقية الأنظمة الأخرى ذات الصفة “الديموقراطية.”
ولقد كان عبد الله العروي قد أشار إلى هذه المسألة في مؤلفه “مفهوم الحرية” ولو بشكل غير مباشر وتقريبي، حين تحدث عن ميل ستيوارت الذي ينظر إلى الإسلام من هذه الزاوية. ويراه بالأول والأخير ك”نظام متزمّت مُشيّد على الإجماع ومحاربة الانشقاق وبالتالي مُخالف “لأصول المجتمع الليبيرالي.”
3/تحصيل وهامش
حتى وإن كنا لانتّفق مع هذه النّظرة وهذا التّصور(كما هو في اعتقادنا) إلى الفكر السّلفي ومن هذه الزاوية بالذات، من حيث كونهما لا يرتَكزان على نظرة مدققة ومُتفحّصة وواقعية ،فذلك راجع أساسا إلى كون هذا الأخير بصفة عامة، وفي هذه المسألة بالتّخصيص، يحظى بكثير من التّفسيرات وكذا التّأويلات (من لدن المستشرقين بخاصة) التي لا تلائم جوهره إطلاقا، بقدر ما تذهب في سياق تزكيته كفكر “متكامل ومُتميّز” خدمة لمرمىً أصبح الآن غنيا عن التّعريف هو: التّشويش على حركية التّقدم.