التراكتور والمصباح: الإسم فخم والرحلة تعد بمتعة فريدة
توقع قليل من الناس غرق أكبر سفينة ركاب في تاريخ البحرية البريطانية.
الإسم فخم والرحلة تعد بمتعة فريدة.
كان على متن الباخرة 223 2 راكب، ينتمون لكل الطبقات الاجتماعية.
يغادرون أواروبا العجوز بجوها الماطر وسماءها الرمادية الكئيبة نحو أرض الفرص والأحلام.
هناك، الشمس ذهبية والمراعي بلا حدود.
خطط طوماس اندروز، مصمم السفن ومالك تايتنيك لكل شيء حتى تكون الرحلة ناجحة ومبهرة:
قاعات رقص أنيقة، موسيقيون وخدم وحشم بثياب رفيعة وابتسامة دائمة.
دون سابق إنذار، حلت الكارثة.
انتهت الرحلة بمأساة دخلت تاريخ الملاحة التجارية والأدب والسينما، نجا فقط 706 شخصا ولقي الباقون حتفهم.
ختمت سفينة تايتنيك مسارها في قعر المحيط البارد والمخيف.
سنة 2008، اجتمع اليساريون واليمينيون وغيرهم ليعلنوا تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة.
الوافد الجديد يرغب في أن يكون ضخما ومبهرا.
تشير أدبياته إلى حزب حداثي يتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان، عن التعددية اللغوية وربما حتى الدفاع عن سلاحف جزر المحيط الهادئ المهددة بالانقراض.
إجمالا، سيبتلع الحزب أحزابا صغيرة ويضمن ولاء قادتها ومناضليها.
انضم إلى الحزب جرار فلاحي ترك حقول القمح والذرة ليتطوع رمزا صلبا ينذر بحصاد غير مسبوق.
أصر قبطان تايتنيك ادوارد جون سميث على السير بالسرعة القصوى فوق جليد الأطلنطي.
حين أخبره مساعدوه أن جبلا جليديا عائما قد أحدث ثقبا غائرا في السفينة، لم يصدق الأمر.
السياسة بحر هائج.
تقترب عاصفة انتخابات 2021 لتعيد سفن الأحزاب إلى حجمها الطبيعي.
بوادر عديدة تشير إلى تأهب عدد كبير من مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة للمغادرة والإبحار على ظهر سفن أخرى أكثر أمانا.
يظن معظم المغادرين أن وهبي يرى العشب ولا يرى الحافة.
تقارب الحزب مع العدالة والتنمية يشبه جبلا جليديا عائما.
منذ آخر مؤتمر بالجديدة والفرقة الموسيقية تعزف لحن الوداع داخل الحزب.
تشير مصادر مختلفة إنه كان بالإمكان إنقاذ سفينة تايتنيك من الغرق لو أن القبطان استمع لتحذيرات سابقة وغير مسار السفينة في الوقت المناسب.