التاريخ الدموي لـ”الإخوان المسلمون”: اعتداء على القضاء باغتيال الخازندار
في 22 مارس الماضي، كانت قد مرت 72 سنة على إحدى المحطات التي تؤرخ للتاريخ الدموي لجماعة الإخوان المسلمين؛ إذ اعتبر مقتله حينذاك على يد شباب ينتمي لجماعة “الإخوان المسلمون”، أحد أبرز الوقائع التي أكدت أن هذا التنظيم الذى خرج للناس يزعم أنه يحمل لواء الإسلام، وأنه يتبنى العنف والإرهاب.
الخازندار
المستشار أحمد الخازندار، رجل قانون وقاضيا، وكان من ضحايا محطات العنف الإخوانى، وسُجل اسمه فى تاريخ الاغتيالات، التى أدينت فيها جماعة الإخوان المسلمين، لكونه كان ينظر قضية أدين فيها أعضاء بتنظيم الإخوان، وأرجع الدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف المصري الأسبق، فى مذكراته، الحادث إلى مواقف الخازندار المتعسفة فى قضايا سابقة، أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 22 نوفمبر 1947.
عودة إلى الأحداث
في مثل ذاك اليوم من عام 1948، وقع الإخوان المسلمون على الجريمة الكبرى، الشاهدة على التاريخ الدموي لحسن البنا مؤسس الجماعة، وهى تورط الإخوان في مقتل المستشار أحمد الخازندار، تلك العملية الإرهابية التي تورطت فيها جماعة الإخوان بعد الحكم الذى صدر من الخازندار ضد عدد من شباب التنظيم لتصدر الأوامر للتنظيم الخاص بتنفيذ عملية الاغتيال.
كان “الخازندار” ينظر فى قضية اعتداء بعض شباب الإخوان على جنود بريطانيين فى الإسكندرية فى 22 نوفمبر عام 1947، حيث حكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليرد حسن البنا مؤسس الجماعة على تلك الأحكام قائلا: “ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله”، عندما قال حسن البنا هذه المقولة كان بجواره عبد الرحمن السندى، مسؤول التنظيم الخاص حينها، حيث اعتبر ما قاله مؤسس الجماعة، أنه أوامر لهم بالتخلص من الخازندار، وبالفعل فى 23 مارس 1948.
الاغتيال
في تفاصيل عملية الاغتيال، كانت عندما فوجئ القاضي أحمد الخازندار أثناء خروجه من منزله بشارع رياض بحلوان، فى صباح يوم 22 مارس 1948 ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر المحكمة أين كان يشتغل قاضيا، وكان فى حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية “تفجيرات سينما مترو”، التي اتهم فيها عددا من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بشخصين هما عضوي جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلاً من الرصاص من مسدسين يحملانهما وأصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا فى دمائه، وحاول الجناة الهرب سريعا والتصرف بهدوء، لكن سكان حي حلوان الهادئ تجمعوا فورا عقب سماع صوت الرصاص وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابوا البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.
وفى قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما، إلا إنه اعترف بعد ذلك بمعرفته للمتهم حسن عبد الحافظ، ثم نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضي الخازندار.
شهد شاهد من أهلها
فى مذكرات الدكتور عبد العزيز كامل عضو النظام الخاص بالإخوان وزير الأوقاف الأسبق، يكشف رد فعل حسن البنا بعد علمه بتورط الإخوان فى قتل الخازندار، حيث قال إن هناك خلافات نشبت بين حسن البنا، وعبدالرحمن السندي زعيم النظام الخاص حينها، فيما ظهر مؤسس الجماعة متوتراً للغاية حتى إنه صلى العشاء ثلاث ركعات…!
الترصد
في شهادة لثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، قال فيها: “هناك سر لا يعرفه أحد، بخصوص الاغتيال، وهو خاص بشخصية مهمة وقيادية فى الجماعة وفى النظام الخاص، وهو أحمد عادل كمال، الذى كان يعمل محاسبا فى البنك الأهلى، وكانت هناك عقبة واجهت الإخوان، وهى أنهم لا يعرفون عنوان الخازندار، بعدما انتقل من محكمة استئناف الإسكندرية إلى استئناف القاهرة، قبل وقت قصير من اغتياله، فطلب الإخوان من أحمد عادل كمال البحث عن العنوان، خاصة أن وزارة العدل كانت تحول رواتب العاملين على البنك الأهلى، وحصل عادل على العنوان، وكان نائبا للسندى، وذهبا سويا، وعاينا محل إقامة الخازندار لمدة أسبوع.”