العالم

الاشتباكات في السودان.. هل تنجح المبادرات الدولية؟ (تحليل إخباري)

أدت المواجهات المسلحة بين البرهان وحميدتي الي سقوط حوالي 1000 ضحية والإضافة الي 2000 من الجرحي والالاف من النازحين واللاجئين بالعاصمة والولايات السودانية المختلفة، بناء على الاحصائيات الأولية ولا زلنا ننتظر إحصائيات الحقيقية من لجنة الأطباء المركزية السودانية بالعاصمة والولايات بعدما توافقا طرفي النزاع الهدنة لمدة 72ساعة لأغراض إنسانية...

عمر موسي*

تدخل السودان في يومها الحادي عشر منذ اندلع الحرب بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو،، حيث اندلعت النزاع المسلحة بين الطرفان منذ فجر السبت 15 أبريل 2023، ومن المؤسف أنها حدثت خلال العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك!

أدت المواجهات المسلحة بين البرهان وحميدتي الي سقوط حوالي 1000 ضحية والإضافة الي 2000 من الجرحي والالاف من النازحين واللاجئين بالعاصمة والولايات السودانية المختلفة، بناء على الاحصائيات الأولية ولا زلنا ننتظر إحصائيات الحقيقية من لجنة الأطباء المركزية السودانية بالعاصمة والولايات بعدما توافقا طرفي النزاع الهدنة لمدة 72ساعة لأغراض إنسانية.

بالنسبة للجانب الإنساني في السودان، أن الشعب السوداني لا زال تواجه تحديات وتهديدات كبيرة في حياته اليومية بالعاصمة الخرطوم والولايات، سواء كانت في الجانب الأمني او المعيشي اما في الجانب الأمني تشهد العاصمة الخرطوم حركة تنقل واسع وسط مواطني ولاية الخرطوم من منطقة الي اخري من أجل الابتعاد عن المناطق التي تتمركز فيه الجيش السوداني او قوات الدعم السريع، لان قوات الدعم السريع منتشرة داخل الأحياء السكنية لكي تحتمي بالأشجار والمباني السكنية المدنية وفي نفس الوقت الجيش السوداني تستخدم سلاح جو لسبب عجزها اتباع استراتيجية المشاة داخل المدن! اما في الجانب المعيشي هناك ارتفاع أسعار المواد الأساسية او الغذائية بشكل جنوني ربما يكون بنسبة 500%!! إضافة الي اسعار تذاكر السفر من العاصمة الخرطوم الي الولايات المجاورة مثل الجزيرة وشندي والنيل الأبيض والولاية الشمالية وبورتسودان والسنار والقضارف، هناك احتمالية حدوث مجاعة والمرض والنهب في السودان حال استمر هذه النزاع لفترة طويلة.

اما فيما يتعلق بطرفي النزاع الجيش وقوات الدعم السريع، تم الموافقة علي أربعة هدنة  بشكل متقطع واي طرف يتهم الاخر باختراقه، بعدما تم الضغط علي البرهان وحميدتي من قبل المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار اي الهدنة لكي يتمكنوا من اجلاء رعاياهم من السودان الذي بدأت من الأحد 23 ابريل، وفعلا نجحت معظم السفارات الأجنبية لإجلاء رعاياهم الدبلوماسيين والمقيمين في السودان وايضا المنظمات الدولية الحقوقية التي تتبع للأمم المتحدة وحتي البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان يونيتامس، الان هناك سفارة وحيدة في السودان لن تعلن عن أي بيان بشأن اجلاء رعاياها وهي السفارة الروسية ربما لأغراض سياسية، وقد واجهت الدول الأجنبية تحدي كبير في عملية اجلاء رعاياهم الدبلوماسيين والمقيمين في السودان ومعظم الرعايا تم اجلاءهم بطرق برية منها الي الجزيرة والقضارف وبورتسودان بسبب الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع داخل مدينة الخرطوم وخروج مطار الخرطوم من الخدمة منذ اليوم الأول من الحرب بين البرهان وحميدتي.

هناك تبادل تصريحات بين أطراف النزاع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية حيث قال البرهان انه يعمل علي حسم ظاهرة التمرد في البلاد واعتبر قوات الدعم السريع قوات متمردة وعدم التعامل معها داخليا وخارجيا، ومن جانبها تصريحات حميدتي كانت بعيدا عن الدبلوماسية كما اعتبرها الكثيرين من المحللين السياسيون، وقال حميدتي انه لا يحارب الجيش السوداني وإنما يحارب الحركة الاسلامية في السودان الذي يتزعمها أسامة عبد الله وعلي كرتي وشدد حميدتي على أن عبد الفتاح البرهان مجرد وسيلة للحركة الإسلامية في السودان.

وأكد حميدتي بأنه يسعى إلى القبض على البرهان ويقدمه للعدالة وبعدها يدعم عملية التحول الديمقراطي في السودان، وهناك بعض مقاطع فيديو متداولة بمنصة التواصل الاجتماعي تظهر فيه حميدتي وسط قواته بشوارع العامة داخل الخرطوم وايضا أخيه عبد الرحيم دقلو القائد الثاني لقوات الدعم السريع.

منذ اندلع النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك مبادرات من الدول الأجنبية من أجل ايقاف هذه الحرب، وجاءت المبادرات كلا من السعودية وجنوب السودان وإسرائيل وجامعة الدول العربية وغيرها، والسؤال المطروح هل هذه المبادرات تقود السودان الي بر الأمان؟ وهل تستجيب طرفي النزاع علي هذه المبادرات؟ وما الضمانات بعدما شهدت السودان اشتباكات دامية بين الطرفان؟ الكل يعلم بأن المبادرات هي شيء إيجابي جدا، ويدعي الشعب السوداني الطرفان الجيش وقوات الدعم السريع الي جلوس علي طاولة المفاوضات لان المتضرر الأكبر من هذه الحرب هو الشعب السوداني والدولة السودانية، حيث كانت هناك ردود فعل واسع محليا بشأن هذه الحرب والكل يناشد الطرفان التحلي بالروح الوطنية والجلوس للتفاوض من أجل وصول الي حل هذه الازمة ومن المؤكد الكل خاسر في هذه الحرب.

في تقديري، أن الدول الأجنبية التي أجلت رعاياها من السودان بواسطة الطائرات العسكرية والسفن العسكرية، علي الاقل كان يفكروا في الشعب السوداني خاصة في الجانب الصحي، اذا اي دول اجنبية وضعت شوية امدادت طبية داخل طائراتها العسكرية التي هبطت بمطار بورتسودان! قد يكون ساهموا في حل الازمة الصحية في البلاد لان حتي الان هناك حوالي 40 مستشفى ومركز صحي خارج الخدمة بسبب نقص الإمدادات الطبية، لا زال هناك عددا من الجرحي والمصابين بالمستشفيات يعانون من نقص الإمدادات الطبية !! لذا المجتمع الدولي لن يفكر في الإنسان السوداني لذا أصبحوا مثل البرهان وحميدتي، نناشد المجتمع الدولي والمجتمع الإقليمي والمنظمات الدولية والاقليمية دعم الشعب السوداني في الجانب الطبي وايضا الجانب الغذائي والامني، لأن الشعب السوداني تعيش الآن في وضع حرجة جدا…..

ربنا يحفظ السودان وأهل السودان.

*عمر موسي: كاتب وباحث استراتيجي من السودان

متعاون مع “أضواء ميديا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock