اقتحامات مليلية خطط لها داخل التراب الجزائري، وتقارب بين خلاصات التحقيقات الأمنية في المغرب وإسبانيا
كشفت وكالة إفي الإسبانية عن تورط شبكات إجرامية منظمة تنشط داخل التراب الجزائري.
ويتعلق الأمر، بحسب ذات الوكالة الإعلامية الرسمية الإسبانية، بشبكة إجرامية أفرادها يلقبون ب “BOSS” يتزعمها مواطن من دولة مالي يعيش في مزرعة تقع بمدينة مغنية الجزائرية، مشيرة إلى أنه كان وراء رحلة المئات من المهاجرين من السودان انطلاقا من الأراضي الجزائرية في اتجاه المغرب.
وأوضحت الوكالة الإسبانية التي استقت معلوماتها من تسريبات ملف التحقيق الأمني الإسباني بخصوص أحداث مليلية التي أودت بحياة 39 مواطنا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، أن المهاجرين المعتقلين أكدوا وجود شبكات إجرامية للاتجار في البشر تعمل على طول 5000 كيلومتر انطلاقا من السودان وصولا إلى المغرب، فيما تختلف أسعار عبور الحدود بين البلدان، يضيف ذات المصدر، ففي حالة الحدود بين السودان وليبيا، دفع المهاجرون ما بين 50 و 70 أورو لعبورها، وهي أسعار ترتفع إلى ما بين 300 و 500 اورو لدخول الجزائر والمغرب.
وكانت التحقيقات الأمنية التي كانت قد باشرتها السلطات الأمنية المغربية مع المهاجرين المعتقلين على خلفية “أحداث مليلية” قد أشارت إلى وجود عدة طرق يسلكها المهاجرون من السودان نحو المغرب، بما فيها العبور عبر ليبيا والجزائر.
إلى ذلك، كشف المهاجرون المعتقلون الذين كشفوا عن ألقاب وجنسيات الأشخاص الذين استقبلوهم بالجزائر والمغرب، وسهلوا عبورهم نحو غابات الناظور، أكدوا أنهم بقوا أسابيع بالحدود الجزائرية المغربية في انتظار الفرصة المناسبة لتجاوز الحدود في مجموعات من 30 و 40 شخصا، مستغلين تغيير الحارس.
وصرح بعض المهاجرين في التحقيقات أنه وبعد وصولهم إلى المغرب، استقبلهم مغربي وسودانيان، أخذوهم إلى مدينة وجدة) شرق المغرب) أولا، لينتقلوا بعدها صوب غابات الناظور وأكد المهاجرون أن المخيمات في غابات الناظور بها زعماء ينظمون ويديرون الأمور هناك، وكانوا يعتبرون أعلى درجة من المهاجرين، ومنهم من يميز نفسه بارتداء قناع، وكانوا مسؤولين عن تدريب المهاجرين.
وفي 24 يونيو 2022، حاول 2000 مهاجر، أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء والسودان، اقتحام مليلية (شمالي المغرب)، حيث لقي على إثر ذلك 23 مهاجرا مصرعهم.