رياضة

استياء قطري من المدرب وخروج اللاعبين وزيدان وحده القادر على فرض النظام داخل بيت “الطاعة” الباريزي

جمال اشبابي - باريز

تبدي إدارة نادي باري سان جرمان رغبة كبيرة في توظيف زين الدين زيدان. الأمر ببساطة هو أن القادة الباريسيين لا يبحثون عن أية حلول أخرى، فهم يريدون تحميل مسؤولية الفريق، لشخصية كبيرة. فمثلا، بيب جوارديولا لكنه، “مدرع” حاليا من قبل مانشستر سيتي، وتبقى رغبة النادي في الحصول على اسم كبير لتدريب مثل هذا الأسطول من النجوم العالميين، صارت ضرورة فائقة الأهمية من قبل نادي العاصمة الفرنسية. فلا مجال للتفكير في محاولات لجلب مدربين أقل شهرة مثل إيناي إميري أو توماس توشيال، فهي أسماء لم تكن مقنعة، ومن الواضح أن اسم زيدان أصبح الآن أكثر من أي وقت مضى، يحظى بشعبية داخلية، خلفا لماوريسيو بوكيتينو.

فسواء تم تمديد العقود لهم أم لا، فإن مدربي باريس سان جيرمان يعرفون جيدا، أن البقاء بالنادي الباريزي يتوقف على أشياء بسيطة جدا، وأن مركزهم هش دائما، وأن هزيمة واحدة يمكن أن تجعل كل شيئ في مهب الريح في بعض الأحيان. فكيف كان مسار المدربين السابقين في النادي القطري، وإدارته التي تحرص أن يظهر الفريق مهيبا في كل بقاع العالم.

من الممكن العودة إلى سنة 2013، عندما قرر كارلو أنشيلوتي الرحيل عن باريس سان جيرمان بعد نكسة بسيطة في ريمس، عندما كان فريقه يتصدر الدوري الفرنسي وتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. فيومها، تعرض المدرب الإيطالي في مستودع الملابس لتوبيخ من قبل ناصر الخليفي بسبب الخسارة، واتخذ قراره في اليوم التالي بمغادرة باريس سان جيرمان في نهاية الموسم، وسط استياء القادة القطريين. كما خرج توماس توشيل من الباب الواسع أيضا، عندما كان في وضع جيد، في إشارة إلى أن الوضع لا يزال هشا. ويمكن أن يدفع ماوريسيو بوكيتينو الثمن بدوره. إذ، لم يقتصر الأمر على إعلان المدير الفني الأرجنتيني عن قربه من مانشستر يونايتد، فحسب، ولكن أداء الفريق الباريسي، بكل نجومه، لمدة عام تقريبا لم يقنع أي أحد.

وعلى الرغم من قوة نجوم فريق العاصمة الباريزية، إلا أن المدرب الإيطالي، لا يجد التناغم المرغوب فيه، وقد تكون الهزيمة أمام مانشستر سيتي، وإن كانت لا تزال تسمح لباريس سان جيرمان بالتأهل لدور الثمن، فهي بلا شك، يتكون نقطة التحول. وهذه الهزيمة لن تمر مر هكذا، كما صرح بذلك، الصحفي القطري محمد الكعبي، وهو على إطلاع كبير بخبايا وأخبار باريس سان جيرمان، فـ “هزيمة الأمس لن تمر مرور الكرام”، هكذا قال الكعبي، معتبرا أن “الوجه الذي أظهره باريس سان جرمان ليس وجه مرشح للفوز بالنهائي”.

لكن، علينا التريث قليلا، حتى نرى ما إذا كان باريس سان جيرمان، مثل السنة الماضية، سيغير كل شيء خلال العطلة الشتوية. ولعل أفضل طريقة للقيام بذلك، حسب الصحافة الفرنسية، ومعها معظم البارزيين، هي إقناع زين الدين زيدان بالجلوس في دكة الإحتياط بقصر الأمراء. ويبدو أن هذا، هو الهدف الوحيد لناصر الخليفي، وفي هذه الحالة، يمكن أن ينضم ماوريسيو بوكيتينو الذي يبدو مرتبكا، وعالقا تماما مع نجومه المهاجمين، إلى مانشستر يونايتد، إذا كان المنصب لا يزال شاغرا.

وعلى خلفية ذلك، تطفو بشكل كبير على سطح الأحداث، الاتصالات بين زين الدين زيدان وإدارة باريس سان جرمان في الآونة الأخيرة. وعقد اجتماع ثان بين الطرفين في نوفمبر في رويال مونسو ، حسب يومية لوباريزيان. وإلى جانب زيدان، كان ليوناردو وجان كلود بلان، هناك لمناقشة المستقبل معا في نادي العاصمة. إذ أن المسؤولين الباريسيين أرادوا منذ فترة طويلة رؤية بطل العالم لعام 1998، في حديقة الأمراء.

ولا شك في ذلك، حيث يعود أول اتصال بين الفريقين إلى صيف عام 2021، عندما ترك زيدان لتوه منصبه في ريال مدريد، وتم الحديث عن اسم ماوريسيو بوكيتينو ليحل محله. ومع ذلك، فإن زيدان، الذي كان حريصا على أخذ قسط من الراحة، والذي كان لديه أيضا، الكثير من الطموحات والآمال مع منتخب الفرنسي، لم يتابع الاتصالات إلى آخرها.

لكن منذ ذلك الحين، لم تغير إدارة باريس سان جيرمان رأيها أبدا، ويبدو أن زيدان كحل، فقط، هو الذي يناسب أمير قطر، الذي يتابع القضية عن كثب كما هو الحال مع أي وانتقال وازن وكبير.

ولعل، من أسباب هذه الرغبة الكبيرة والملحة لضم زيدان، أن باريس سان جيرمان يحتاج إلى أداء أفضل من حيث اللعب والنتائج، وطريقة بوكيتينو، -إن وجدت-، لا تعمل حقا بالشكل المطلوب في الوقت الحالي. ثانيها أن المدير الفني الأرجنتيني من يمتنع إخراج نجومه من الملعب، ويعني ذلك إنهاء المباراة مثل تلك التي شهدتها ضد مانشستر سيتي مساء الأربعاء. ومن حيث اللعب والأداء على أرضية الملعب، مقارنة بما كان متوقعا مع قدوم الأسماء كل الأسماء اللامعة وقائمة اللاعبين الرسميين، فإن خيبة الأمل كبيرة في الوقت الحالي. ونتيجة لذلك، لا يحقق باريس سان جيرمان أرقام قياسية في المشاهدات على القنوات التلفزية، وما تذره حقوق النقل التلفزي من أرباح طائلة، كما كان يأمل الخليفي.

لكن علاوة على ذلك، يفتقر بوكيتينو حاليا، إلى قبضة مدرب قادر على ثني النجوم. وبينما كان “شعار” ناصر الخليفي جعل النجوم يفهمون أن أي شيء تقريبا مسموح لهم به، فإن هذا الاتجاه أصبح مقلوبا الٱن. فلم تكن أبدا إدارة النادي تتوقع، أن يبدو باريس سان جيرمان وكأنه يدار مثل نادي عادي، رغم الإمتيازات ولاعبين مضمونين يلعبون لمدة 90 دقيقة دون جهد.

فيبدو أنه تولد شعور داخل الإمارة القطرية، بأن اللاعبين يأخذون الكثير من الحريات، وتتناسل الشائعات حول الخروج المتكرر لبعضهم، وهم غالبا من اللاعبين المصابين، وهو أمر أصبح مزعجا للغاية. فزيدان، بخبرته، هالته، ورغم أن قراراته ستكون أقل إثارة للجدل، وحده قادر على استعادة النظام داخل البيت، بيت، “الطاعة” الباريزي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock