مدارات

إنجاز أسود الأطلس تجاوز سقف التوقعات… لكن….

محمد نجيب كومينة

انتهى مشوار الفريق الوطني المغربي في مونديال قطر باحتلال المرتبة الرابعة. احتلاله لهذه المرتبة مشرف جدا ومتجاوز لسقف تطلعاتنا قبل المونديال، بل ولتوقعات كل المختصين والمتتبعين، اذ كان المنتخب السنيغالي، الفائز بالنسخة الاخيرة من كاس افريقيا، الفريق الافريقي المرشح اكثر لخلق المفاجأة، غير ان اصابة نجمه ساديو ماني قلصت حظوظه والطموح الذي دخل به الفريق الوطني المغربي في دور المجموعات جعلنا الفريق الافريقي الذي سار بخطى ثابتة نحو دور نصف النهاية و تجاوز سقف الربع الذي بلغته قبلنا الفرق الوطنية للكاميرون والسنيغال وغانا في نسخ سابقة.

اكيد ان وصولنا الى نصف النهاية جعل طموحنا يكبر، كما كبر بعد تجاوزنا للفريق الوطني الاسباني في الثمن والفريق الوطني البرتغالي في الربع، وكان ذلك الطموح مشروعا وحتى واقعيا، لان الفريق الوطني الفرنسي ليس اجود من عدد من الفرق التي واجهناها مند البداية حتى وإن كان يتوفر على فرديات قادرة على صنع الفارق، لكن ذلك الطموح كان مطلوبا أن يتوفر قبل المونديال وليس خلاله كي نكون نفسيا وذهنيا وجسمانيا جاهزين للاستنارة به والتصرف مند البداية كأبطال محتملين ولا يعيش اللاعبون، مثلنا، على وقع المفاجآت السارة في كل محطة.

وأعتقد اليوم، أن شعور الابطال هذا سيترسخ في افق المونديال المقبل الذي سيسعى خلاله اللاعبون الذين ستتأتى لهم المشاركة فيه تجاوز سقف نصف النهاية، وهذا مكسب كبير يلزم ان يدبر بما يلزم من العقلانية في السنوات المقبلة التي اتوقع ان يبرز خلالها لاعبون مغاربة من مستوى عال في البطولات الاوروبية وفي البطولة الوطنية ايضا، ومن المفروض ان نرتقي اكثر بهذه الاخيرة كي تفرز لنا النوادي لاعبين قادرين على اللعب في مستويات عالية.

واتمنى ان يتجاوز الطاقم التقني تاثير الجمهور و بعض الاعلاميين والسماسرة وحتى الجوانب العاطفية في المستقبل كي تتاتى له الاستفادة من بعض الطاقات التي لا يكثر حولها الضجيج ولا تحدث ضجيجا وتكتفي بإثبات نفسها في الميدان. فقد تبين اننا كنا في حاجة الى يونس عبدالحميد في الدفاع اكثر من حاجتنا الى بعض المدافعين غير الجاهزين للمونديال، وكنا في حاجة الى بنربيعة في وسط الميدان اكثر من غيره، وكنا في حاجة الى العربي او مايي كبدلاء للنصيري وربما للاعب اخر من المجربين بعد اصابة حارث. هذه تقديرات شخصية قد تصيب او تخطئ.

من جانب آخر لابد، في تقديري، أن تكون هناك بصمة خاصة لكل عضو في الطاقم التقني، وقد سجلت أن بصمة أمزين في الهجوم مثلا لم تظهر، وأتصور أن الركراكي سيكون في حاجة إلى دعم هذا الطاقم بخبرات شابة قريبة من اللاعبين الشباب في المستقبل القريب من قبيل خرجة وبوصوفة…الخ، مع التأكيد أن كل من يتم اختياره يجب أن يكون جاهزا على كافة المستويات لمساعدة الناخب الوطني بشكل اساسي في اللحظات التي يصاب فيها بالعياء أو حتى بنوع من الشرود الذهني الذي لا يفلت منه أحد من البشر.

بعد هذا، أريد أن أؤكد بأن الفريق الوطني حقق إنجازا كبيرا فاق كل التوقعات، ويجب على الجميع الاعتزاز به وتثمينه والاستفادة على النحو الامثل من الاثار الإيجابية الكثيرة التي خلفها بالشكل المناسب واللائق كي نتقدم ونبني ونتطلع لما هو ارقى في المستقبل في الكرة وباقي الرياضات وفي كل المجالات. ويجب أن يتوقف بعض المتخصصين في التشويش لأهداف ضيقة وبعض السوداويين الذين يعيشون في الماضي الغابر عن محاولة ضرب هذا الإحساس الذي ساورنا جميعا ووحدنا خلف الركراكي ووليداتو وجعلنا نعتز بهم وبأنفسنا كشعب ووطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock