أوقفوا مؤامرات الإسلاميين ضد الدولة والشعب…!
في الوقت الذي اطمأن فيه المغاربة إلى استراتيجية الدولة في التعامل مع خطر وباء كورونا قصد الحد من انتشاره حماية لأرواح المواطنين في انتظار اكتشاف علاج فعال ضد الفيروس، استغل الإسلاميون الوضعية النفسية الهشة لفئات من الشعب بسبب الخوف من الوباء، فحرضوا أتباعهم والمواطنين على التظاهر في الشوارع ليلا في عدد من المدن. أفعال من هذا النوع لم تأت صدفة ولا بدون دوافع سياسية خطيرة تتجاوز أهدافها ما هو روحي /نفسي إلى ما هو أبعد وأعقد.
فالإسلاميون، وأمام فشلهم في عرقلة خطط الدولة لتجاوز خطر الوباء بأقل الخسائر البشرية والمادية، وانكشاف ابتزازهم لها لتحقيق مزيد من المكاسب المادية والسياسية خصوصا بعد قرار إغلاق المساجد ومنع الصلوات الجماعية بها مما أضاع فرصا ذهبية أمام تنظيماتهم لاستثمار الحالة النفسية العامة للمغاربة في استقطاب الأتباع وتوسيع القواعد وحشد المناصرين للمعارك السياسية القادمة؛ لجؤوا إلى هذه الأساليب الخسيسة والغادرة التي لا تراعي إلا ولا ذمة ولا وطنية. فما خلفيات الخروج في مظاهرات ليلة في ظل حالة الطوارئ الصحية؟
1ــ التشويش على قرارات الدولة وخلق حالة ارتباك عامة:
لقد دأب الإسلاميون على اتخاذ مواقف ونشر فتاوى فقهية الغاية منها التشويش على قرارات الدولة وعرقلة جهودها، سواء في الإصلاح أو التنمية. وآخر هذه المواقف والفتاوى الخسيسة تلك التي اتخذها وأصدرها زعماء هذا التيار من إخوانيين وسلفيين ضد برنامج “انطلاقة” لدعم المقاولين الشباب حتى لا يستفيد المواطنون من فرص التنمية.
ونفس الأفعال الجرمية الخبيثة تكررت عقب اتخاذ الدولة قرار إغلاق المساجد حيث تعالت فتاوى تكفير النظام والدولة والمجتمع، فشاعت ردود فعل متشنجة ضد الدولة لقرارها هذا، وكان من نتائجها تفاعل المواطنين السذج والمغرر بهم مع دعوات التظاهر ليلا بعدد من المدن التي يسيّرها الإسلاميون مثل طنجة، فاس، سلا، القصر الكبير.. إذ ليس صدفة الخروج في المظاهرات وخرق قانون الطوارئ الصحية في نفس اللحظة وبنفس الشعارات حتى وإن كانت بحمولة دينية/روحية لكنها بأهداف وخلفيات سياسية لا وطنية.
2 ــ زعزعة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وقوانينها وإجراءاتها:
حين لمس الإسلاميون أن الدولة تسترجع ثقة المواطنين في قراراتها ومؤسساتها خصوصا بعد قرار فرض حالة الطوارئ الصحية ونشر الجيش في المدن لمراقبة الوضع ، الأمر الذي عزّز وبقوة هذه الثقة وزاد من طمأنينة المواطنين على أمنهم وأرواحهم ، لجأ أعداء الوطن والشعب إلى كل الأساليب (فتاوى، مظاهرات ، التشكيك في جدوى الجهود الطبية، اعتبار الوباء جند من جنود الله يستحيل مواجهتها إلا بالتوبة..) بهدف ضرب هذه الثقة في الجهود الطبية والحمائية التي تبذلها الدولة لفائدة المواطنين.
فالإسلاميون أعداء الوطن يتغذون على نفور المواطنين من مؤسسات الدولة وفقدانهم الثقة فيها وفي قراراتها، بل لا يذخرون جهدا لإشاعة الكراهية والحقد والنفور من مؤسسات الدولة ورموزها حتى يبقى المواطنون كالقطيع يعيش التيه والفوضى فيسهل اصطيادهم كما تصطاد الذئاب والضباع القطعان التائهة في البراري.
3 ــ التحريض على العصيان:
بعد التشويش على القرارات والإجراءات ثم زعزعة الثقة في الدولة ومؤسساتها يأتي أسلوب التحريض على عصيان الدولة والخروج على قراراتها وخرق القوانين المعمول بها في الظروف الطارئة.
فالمواطنون، وفي هذه الظروف النفسية المضطربة، وبعد أن استغلها الإسلاميون بكل خسة وحقارة ، باتوا يستجيبون لكل “برّاح” باسم الدين ويتفاعلون مع كل دعوة تستغل شعور الخوف والمخزون الديني اللاشعوري لتجاوز قرارات الدولة وعصيان أوامرها. إن التحريض على الخروج في مظاهرات ضدا على قرار الحجر الصحي هو جريمة ترقى إلى جريمة الخيانة العظمي والشروع في القتل الجماعي بنية مسبقة. الأمر لا يتعلق بخروج أفراد دون تنسيق فيما بينهم، بل هو مخطط مسبق تم إعداده لتحقيق أهداف سياسية خطيرة تستهدف هيبة الدولة والمؤسسات والقانون ، وتتجاوزها في تحد صارخ وتمرّد صريح. الأمر الذي سيشجع على الفوضى ويخلق حالة تسيّب عامة ستشمل كل المدن إذا لم تتصد الدولة بكل حزم وصرامة لكل المتورطين في هذه المظاهرات والداعين لها والمنسقين بين أطرافها والمؤطرين لها.
4 ــ تسفيه الجهود الطبية والعلمية وتقديس الفكر الخرافي المغلف بالدين وإفساد التفكير السليم للمواطنين وثقتهم في العلم والطب:
إن خطة الإسلاميين متعددة الأبعاد تشمل ما هو مؤسساتي وما هو نفسي وفكري وعقائدي. فهم لا يكتفون بالتحريض على قرارات الدولة وإعلان العصيان، بل يستهدفون تفكير والمواطنين وعقيدتهم لتعطيل كل حس عقلاني ونقدي، ومن ثم تجريدهم من أدوات المقاومة العقلانية وضرب المناعة الفكرية حتى يسهل إخضاعهم وفرض الوصاية على عقولهم وتحديد توجهاتهم بما يخدم مصالح وإستراتيجية هذه التنظيمات الإسلامية. في هذا الإطار يأتي التحريض على الخروج في مظاهرات وإشاعة فتاوى منكِرة للعلم والطب، وقيادة الرقاة لهذه التظاهرات وتقديمهم كرموز بدائل لرموز الدولة ليتعلق بهم المتظاهرون وعموم المواطنين فيستجدون التوبة والنجاة على أيديهم بدل اعتماد وسائل الوقاية وإتباع نصائح الأطباء والمختصين. فحين عجز شيوخ الإسلاميين ورقاتهم عن تقديم العلاجات الطبية الفعالة هاهم يتحايلون على جهود الدولة لتقويضها وضرب جدواها مداراة عن عجزهم. وكلما فقد المواطنون الثقة في الطب والعلم زاد إيمانهم بالخرافة والشعوذة وتقوى تصديقهم للرقاة وكثرت حشودهم الملتحقة والمتعاطفة مع التنظيمات الإسلامية.
5 ــ إعداد العدّة لحسم المعركة والصراع ضد الدولة والنظام:
إن الصراع بين الدولة وتنظيمات الإسلام السياسي ثابت ومؤكد ويقوم على عقائد راسخة إذا تغيرت أو انهارت انهار معها وتبعا لها التيار الإسلامي بكامل أطيافه وفصائله التي تهدف إلى إقامة نظام ودولة على أنقاض النظم السياسية والدول القائمة حاليا. ومن أجل بلوغ هذه الغاية، وهي غاية تعتبرها كل التنظيمات الإسلامية آتية لأنها “وعْدٌ” من الله، تسلك هذه التنظيمات خططا متعددة تعتمد في غالبيتها على الحشد البشري إما لتحقيق “القومة والزحف” على السلطة في ثورة شعبية على الطريقة الخمينية (باستراتيجية جماعة العدل والإحسان) أو للسيطرة على المؤسسات الدستورية بطرق “ديمقراطية”، ومن ثم توظيف القوة السياسية والشعبية في ابتزاز النظام والدولة وفرض تنازلات تدريجية حتى تصير الدولة رهينة بيدهم فينهار النظام أو يصير خاضعا لهم. وقد عشنا لحظات سياسية مارس فيها إسلاميو حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح ابتزازهم للدولة والنظام وهم لم يملكوا بعد القوة الشعبية الكاسحة، فكيف يصير عليه الحال إذا كانت لهم الغلبة “الديمقراطية” في كل مؤسسات الدولة؟ أكيد أن الدولة تواجه مخططات تدميرها، فهي لا تواجه خطر وباء كورونا وحده، بل تواجه خطرا أخطر وأمحق، وهو خطر الإسلام السياسي الذي لا ولاء له للوطن. لهذا عليها أن تأخذ الأمور والتهديدات بكل جدية وتتعامل معها بكل حزم وصرامة حماية للشعب وللوطن وللنظام . فلا مجال للتساهل أو للحسابات السياسوية الضيقة.