انفلات أمني بمخيمات تندوف: عصابات التهريب والجهاديين لقمع الصحراويين واختطافهم
انفلات أمني خطير تعيشها مخيمات تندوف، مع استمرار حالات الاختطاف في أوساط الغاضبين التي تمارسها عناصر القمع التابعة للبوليساريو وبمساعدة من الجيش الجزائري وفق ما أكدته مصادر متطابقة.
أكد منتدى فورستاين الصحراوي من جهته هذه الأحداث بعد أن تحدث عن وجود حالات اختطاف لصحراويين في واضحة النهار قبل أن يرمى بهم في الأقبية المخصصة للتعذيب لمارس في حقهم “أبشع الممارسات الحاطة من الكرامة.”
وليس من يقوم بهذه الاختطافات سوى تحالف يضم عصابات المخدرات وتجار الأسلحة، والجماعات الإرهابية المتواجدة بالمنطق، بالإضافة إلى عناصر من داخل جبهة البوليساريو الانفصالية، وفق ما ذكره المنتدى.
وأردفالمنتدى في تقرير إخباري على صفحته، أن عناصر البوليساريو تسهل عمل هذه العصابات وتحميها من الملاحقة كما أنها “تسرب لها المعلومات الأمنية الحساسة لتأمين تحركها بأمن وأمان ، بمقابل مادي سخي.”
واعتادت أن تلج عصابات التهريب والأخرى التابعة للجماعات الإرهابية من دخول المخيمات العصابات بين الفينة والأخرى، و”تتناحر وتتبادل إطلاق النيران بالقرب من إقامة ابراهيم غالي وقيادته ، لكن لا أحد يحرك ساكنا .”
وأشار المنتدى إلى أنه سبق أن تعرض أحد كبار القياديين لاعتراض سبيله من طرف جماعة مسلحة بينما كان يختلي بفتاة خارج المخيمات، وسلبوه ما يملك، وكادوا يخطفون الفتاة لولا أن أحدهم تعرف عليه، فتركوه دون هاتف وأخذوا معهم مفتاح سيارته، لينطلق مسافة طويلة على قدميه قبل أن يلتقي بدورية عسكرية، اتصل من جهازها اللاسلكي، فتم تأمين سيارة له، وتأمين التكتم على الموضوع خوفا من الفضيحة ، وأجريت اتصالات خاصة لاسترجاع بعض الوثائق المهمة من تلك العصابة، ليظهر حجم العلاقة بين القيادة وبعض الجماعات والعصابات المسلحة.
نفس العصابات، تختطف كل مرة بعض الأفراد العاديين، وتطالب أهاليهم وقبائلهم بفدية مقابل إطلاق سراحهم، دون الحديث عن الاختطافات المتعلقة بسرقة بعض العاملين معهم من المخيمات، لبضاعة مهربة أو بيعها لصالحهم، أو الاستحواذ على عائداتها المادية، ما يجعل العصابة تنتقم باختطافه وتعذيبه ، ومطالبة عائلته بتعويض الخسائر مقابل الابقاء على حياته، ومخيمات تندوف تعج بالكثير من القصص في ذات السياق، منهم من قطعت أظافره ومنهم من قطع أصبعه أو أذنه وتم إرسالها لزوجته أو أبناءه أو والديه ، للتحذير من إعدامه إن لم تستعد العصابة “مستحقاتها “، وهناك الكثير من العائلات الصحراوية التي فقدت أبناءها ولا تعرف لهم طريقا الى اليوم، ولا تعرف إن كان الأمر له علاقة بتلك العصابات والمجموعات الإرهابية ، أم لا .
ويعاني محتجزو تندوف من الحصار التي تفرضه عليهم البوليساريو بتواطؤ مع الجيش الجزائري، يؤكد منتدى فورستاين، كما يعانون من استخدام القيادة للعصابات المسلحة والمهربين في عمليات غير مشروعة، يكون ضحيتها في النهاية شباب وأطفال يتم استغلالهم في أنشطة غير مشروعة، طريقها محفوفة بالموت والاختطاف والتعذيب، ساهم في سقوطهم في شباكها انعدام الأفق بالمخيمات، والبطالة والملل، والقهر والجهل ، والرغبة في الانعتاق من المصير المجهول بالمخيمات، أو الحصول على فتات أموال من بقايا أنشطة محلية وإقليمية تدور في دوامة الممنوع والمحظور.