أمن المواطن مسؤولية الجميع
أيام بعد عيد الفطر المبارك شهدت عدد من مدن المملكة جرائم مختلفة واعتداءات على مواطنين أبرياء ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدت أيادي الإجرام والقتل لتطال عناصر من الأمن الوطني كانت هذه المرة ضحية بعد أن كانت أداة لمنع مثل هذه الجرائم التي تستهدف أمن وسلامة المواطنين، وهنا لا بد لنا من وقفة مسؤولة مع هذه الأحداث التي عشناها خلال هذه الفترة وخلال باقي الفترات والأوقات وسنعيشها في المستقبل وكانت محط إدانة واسعة من طرف غالبية المواطنين الذين رأوا في استهداف العناصر الأمنية بالقتل والاعتداء الجسدي أمرا خطيرا يستهدف الوطن في أمنه وسلامة أبناءه، يستدعي تعاملا حازما وعقوبات زجرية تكون في مستوى هذه الجرائم التي لم تنجح الترسانة القانونية الحالية في كبحها أو الحد منها.
لقد أصبحنا اليوم أمام تحول خطير لم نعتده بهذه الصورة المخيفة ونحن نشاهد يوميا حالات اعتداء على مواطنين وسلب ما لديهم، والمثير في هذا هو عدد الجرائم التي يتم تسجيلها يوميا بمختلق مدن وجماعات المغرب والتي تتوزع ما بين السرقة والاعتداء الجسدي والقتل دون رحمة أو شفقة وأصبحنا في مواجهة مجرمين تجردوا من أية إنسانية، أشخاص من أعمار مختلفة يحملون أسلحة بيضاء، من سيوف وسواطير يشهرونها في واضحة النهار في وجه كل من صادفوه يروعون الآمنين من المارة، يسلبون ما لديهم بدم باردة وكل من قاومهم يكون مصيره الاعتداء الجسدي المفضي بعضه إلى الموت، فعلى الرغم من المجهودات التي يقوم بها رجال الأمن بمختلف درجاتهم إلا أن هذا لم يساهم للحد من ظاهرة التشرميل التي تعود من جديد إلى مدننا وهذه المرة بشكل أعنف وأخطر، وأصبحت تستهدف عناصرنا الأمنية التي طالتها يد الإجرام وهو الأمر الذي يجب أخذه بجدية لأنه خطير وخطير جدا ويحتاج اليوم وأكثر من ذي قبل إلى إنتاج مقاربة أمنية وجزرية حازمة تتخطى المعمول به حاليا، تنتصر للمواطن وللوطن، تعود معه الطمأنينة للشارع والزقاق يستطيع خلالها المواطن البسيط التجول دون خوف من خطر يترصده في أية لحظة.
فنحن اليوم في مواجهة مباشرة مع إجرام يتنامى بشكل مخيف ويخلف ضحايا بجروح مختلفة وحالات نفسية لن تتخلص منها ضحية هذا الإجرام سريعا، لن ندخل في البحث عن أسباب استفحال هذه الظاهرة لأنه وبكل بساطة لا يوجد مبرر واحد يعطي الحق لشخص ما بحمل سيف وتعريض حياة المواطنين للخطر ورسم خرائط من الندوب على جسده أو إزهاق أرواح بريئة سوى صعود منسوب الجريمة لدى أمثال هؤلاء المجرمين الذين وصلت بهم الوقاحة حد التباهي بأفعالهم الدنيئة التي يجرمها القانون الذي نتمنى كمواطنين أن يكون الفيصل الصارم بيننا وبين هؤلاء المجرمين، وما شهدته بلادنا خلال الأيام القليلة الماضية من شغب وتكسير لممتلكات المواطنين والهجوم على الآمنين في بيوتهم واستهداف رجال الأمن من عناصر الشرطة، يشكل رسالة لنا جميعا أننا فعلا أمام مجرمين غير عاديين ينفدون إجرامهم دون خوف ولا حياء أفرادا وجماعات، ورسالة أيضا أن مواجهة هذا الخطر المحدق بنا وبأبنائنا هو مسؤوليتنا جميعا كل من موقعه من أجل العمل على تجفيف منابع الإجرام التي تتمركز بناقط معينة من مدننا حتى أصبحت سمة تتصف بها تلك المدينة وذاك الحي ، وكذا من أجل زرع الطمأنينة والأمان في نفوس المواطنين الذين أعلنوها صراحة أن استهداف رجال الشرطة هو استهداف للوطن وأمنه والوقوف معهم على مسافة واحدة في محاربة ظاهرة الاعتداءات التي لن تهزم إرادتنا في القضاء عليها أو الحد من تمددها.