كرونيك

أمريكا المنشغلة عن العالم

أمريكا مشغولة عنا هذه الأيام بصناديق اقتراعها، وخطب مرشحيها، وإعلامها الذي لا يصمت على مدار الساعة.

تنبش الصحافة في كل شيء، وأي شيء.

على المرشح أن يقنع الصغير والكبير، وأن يحافظ على ابتسامة عريضة تبشر بالنصر أينما حل وارتحل.

أن يكون محبا للوطن.

أن يكون مؤمنا بالمساواة بين الرجال والنساء.

أن يكون محبا للكلاب.

أن يكون محبا للقطط.

أن يكون محبا للأبقار.

أن يجامل رجال الدين، المسيحيون واليهود خاصة.

أن يكسب تأييد السود، واللاتينيين، وكل الأقليات في البلد.

أن يلتزم بضمان أمن وسلامة إسرائيل، دونا عن سائر دول المعمور.

في أمريكا، يتنافس حزبان منذ البداية، بلا زيادة ولا نقصان.

يتناوب الرؤساء على كرسي المكتب البيضاوي، وتستمر السياسة في أمريكا وفية لنصيحة رئيسها الأول، جورج واشنطن (1732 – 1799,):

إذا سلبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد إلى المسلخ.

لا تقبل أمريكا أن يتدخل أحد في انتخاباتها، تغضب وتهدد، وتفرض العقوبات.

خلال أيام، ستنتهي أمريكا من فرز أصوات ناخبيها، لتعلن لنا اسم الرئيس المقبل.

بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها، تعود أمريكا الى هوايتها المفضلة: التسكع عبر العالم بحثا عن النفط والمال والمشاكل.

أمريكا داخل بيتها، غير أمريكا خارج بيتها.

ستعود امريكا لمساندة الاحتلال وسلب الأرض من أصحابها، وتموين أنظمة فاسدة لا تجيد كتابة كلمة حرية.

اما نحن، الآخرون، سنردد حصاد أحمد مطر عن أمريكا، بكل حرية.

أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا

وبها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !

أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ

فَينجـو كَلْبُهـا.. لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ

أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ

بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock