أفضل طريقة لإلزام الناس أن يقولوا فينا خيراً، أن نصنع الخير
لم يكن فولتير مخطئا حين قال إن أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة.
لا أعرف من كان يقصد في عصره، ولكن أجد أن الرجل كانت له قدرة رهيبة على التنبؤ بما يجري ويدور في أجمل بلد في العالم، المغرب.
فمن يتأمل جيدا في مجريات الأحداث، لا بد أن يتفق مع فولتير، بل ويشكره على توفير وصف دقيق لحالات سريالية من الشلل في بعض القطاعات.
منذ أن وزع دعما سخيا على بعض المبدعين، اختفى وزير الثقافة.
لم يتحمل طوفان الانتقادات والطرولات التي انبتها المال المتدفق في جيوب البعض، بينما يكاد آخرون أن يتحولوا إلى متسولين، لولا الحياء وعزة النفس.
المسارح مقفلة.
قاعات العرض مقفلة.
حتى المهرجانات طالتها عدوى “عن بعد”، فانقلبت إلى ما يشبه المناظرات المرئية بدون طعم ولا رائحة.
الثقافة ليست ترفا. هي جوهر الحضارة الإنسانية، وأسمى تعبير عن مدنيتها.
على الأقل، فلتفتح القنوات الوطنية أبوابها أمام رواد المسرح لتسجيل أعمالهم وعرضها.
هل تريدون أن نشتغل مجانا؟
هكذا صرخ صاحب نظرية البيليكي والديبشخي يوما ما في وجه الفايسبوكيين والمواطنين والمارة وعابري السبيل.
هل تريدون أن تتسلموا تعويضاتكم وتنعموا بامتيازاتكم دون أن تشتغلوا؟
من الواضح أن جيشا كاملا من الممثلين والمؤلفين والموسيقيين وغيرهم وجدوا نفسهم فجأة دون عمل ودون دخل.
إن كان الوزير به صمم، فليفهم لغة الإشارات. ما عليه سوى أن يفتح صفحات التواصل الاجتماعي ليرى ما يراه غيره من نداءات واستغاثات.
إن كانت وزارة الثقافة لا تصلح لشيء، فلينصرف الوزير إلى حال سبيله.
على الأقل، سيعرف من ينتظر التفاتة منقذة لن تحصل أبدا، أن الفنان الأن مثل جند طارق، احترقت سفنه، وحاصره الوباء، وليس له سوى الصبر والقتال من أجل كسرة خبز.
أما إذا فهم الوزير، كما غيره في حكومة يزعجها النقد، إن في الأمر تحاملا على قطاعه دون غيره من النائمين، فما عليه إلا أن يتأمل قولا بليغا آخر لفولتير مرة أخرى.
أفضل طريقة لإلزام الناس أن يقولوا فينا خيراً، هي أن نصنع الخير.”