في الوقت الذي حققت فيه المبادرة الكبيرة التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء بالجنوب في السنتين الاخيرتين نجاحا كبيرا، وهي مبادرة مشجعة انفردت بتحقيقها المؤسسة على صعيد الجهات الجنوبية الاربعة للمملكة، حيث أصبحت تضم بين مرتفقيها مقاولين وحرفيين يمتهنون مشاريع مدرة للدخل، تساعدهم على الاندماج داخل المجتمع بسرعة وتوفر لهم مورد رزق قار، فيما النزيلات السابقات المستفيدات من هذه المبادرة الفريدة من نوعها توزعت على مهن الخياطة والنقش والطرز والطبخ وصناعة الحلويات والكتابة على الحاسوب، هذه المبادرة لم تستثني أيضا أطفال مراكز حماية الطفولة من خلال مواكبتهم في التمدرس ومتابعة تعليمهم عن بعد عبر تمكينهم من لوحات رقمية تسهل تلقيهم الدروس بشكل طبيعي ومنظم عن بعد.
هذه المبادرة الكبيرة والشاملة وقف على تنفيذها السيد المنسق العام للمؤسسة وأشرف على تنزيلها السيد المنسق الجهوي لمؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء بأكادير ، بمعية فريق عمل بالمركز، وقد وقعت المؤسسة عدة اتفاقيات شراكة مع اللجن الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالجهات والعمالات الجنوبية ما مكن، مؤخرا، من خلق فرص جيدة لصالح النزلاء بكافة المدن الجنوبية وخلق الفرص أمامهم للاستفادة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالأقاليم الجنوبية، التي لعبت دورا هاما في إخراج مشاريع النزلاء المقاولون على عدة مستويات منها ما هو حرفي وخدماتي كالنجارة والحدادة والصباغة والجبس والصانع التقليدي وغيرها من المهن التي يختارها النزلاء حسب رغبتهم ومؤهلاتهم الحرفية والمهنية والعلمية المطلوبة.. وهذا ما سهل على النزيلات والنزلاء السابقين الاندماج بشكل طبيعي وسط المجتمع عند انتهاء الفترة السجنية.
من جهة أخرى تسعى المؤسسة إلى توسيع دائرة المستفيدين لتشمل عدد مضاعف من النزلاء السابقين ومواكبتهم اجتماعيا ومهنيا وإداريا تسهيلا لاندماجهم بشكل فعلي في الوسط الحرفي والمهني وفي سوق الشغل وتبسيط كافة المساطر التي تجعلهم في وضعية اجتماعية توفر لهم دخلا قارا.
وتجدر الإشارة الى أن مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء بالجنوب تحمل هم أكثر من 20.000 نزيل موزعين على معاقل الإقليم الجنوبية، المؤسسة تأخذ ايضا على عاتقها الإصلاح والمواكبة والمساندة لكافة السجناء منذ ولوجهم المعاقل السجنية وبعد انتهائها في خلق مشاريع تساهم في اندماجهم على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وكذلك تعود بالنفع على المجتمع ككل.
مساعي المؤسسة تحظى بدعم وتأييد كافة المنظمات الحقوقية المحلية والوطنية وتتم متابعتها وتبنيها من منظمات دولية تنوه بهذه الجهود التي تنفرد بها سجون المملكة المغربية خاصة الأقاليم الجنوبية التي أصبحت تعتبر نموذج يضرب بها المثل.
